للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: ٨٢] حيث يقول فيها: "فكلمة (شفاء) في هذه الآية عامة، تشمل شفاء النفوس من أدوائها، وشفاء المجتمع من أمراضه، وشفاء الأسر من كل ما يكدر حياتها ويودي بكيانها. فالقرآن فيه شفاء للفرد وللجماعة، في كل شؤون حياتهما، في ظاهرهما وباطنهما، في علاقاتهما الداخلية وسياستهما الخارجية".

الثالثة: قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: ١٦]. فيذكر أقوال المفسرين التي تتلخص في ما يلي:

١ - أمرناهم بالطاعة فخرجوا عنها وتمردوا.

٢ - (أمرنا) بمعنى كثرنا أو أكثرنا.

٣ - (أمرنا) بمعنى جعلناهم أمراء ووليناهم السلطان.

ثم يعقب عليها بقوله: "والرأي عندي هو أن كل هذه المعاني جائزة ومقصودة وهي تتحقق باختلاف الأمم، وباختلاف العصور، وباختلاف الأحوال الاجتماعية. فكل معنى يصدق ويطبق في حال وزمان وأمة غير الحال والزمان والأمة. فيكون الغرض إذًا من الآية، تنبيه الأذهان إلى أسباب الدمار وهلاك الأمم، ففي مخالفة مترفيها بأوامر الله والتمادي في العصيان، وأن سبب هلاك الأمم إنما يكون من المترفين، سواء أكثروا أم أمروا أم جاهروا بالمعصية وعدم الطاعة. فهي آية اجتماعية، تصلح عنوان فصل من فصول كتاب في تدهور الأمم ودمارها، وانحلالها وفنائها، وكذلك يحدثنا التاريخ، وهو أبو العبر، وسجل السنن، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: ٦٢].

[٣ - طريقته في التفسير]

الطريقة التي سلكها الأستاذ في تفسيره، وإن لم تكن جديدة مبتكرة، لكن ما قام به من حسن العرض وجودة السبك وروعة الأسلوب يضفي عليها الخبرة

<<  <  ج: ص:  >  >>