للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاقتصر على تفسير القرآن درسًا ينهل منه الصادي، ويتزود منه الرائح والغادي وعكف عليه إلى أن ختمه في خمس وعشرين سنة، ولم يختم التفسير درسًا ودراية بهذا البلد غيره منذ ختمه أبو عبد الله الشريف التلمساني في المائة الثامنة" (١).

[وفاة الشيخ]

اغتنم العدو الفرنسي فرصة عطلة المولد النبوي، وكان الشيخ في عُزلة فدسّ له العدو السمّ، وزاره بعض الأصدقاء في الصباح الباكر، فوقف فجأة، ووقفوا لوقوفه، وإذا به يمسك بكتفي شخصين، ويصرخ "إني قضيت حياتي كلها عليكم قائمًا، لن أموت راقدًا، لن أموت راقدًا، لن أموت راقدًا، ربِّ إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، ومات ابن باديس واقفًا" (٢).

وكانت وفاته يوم الثلاثاء في ٨ ربيع الأول ١٣٥٩ هـ، ١٦ من إبريل سنة ١٩٤٠ م.

[آثاره العلمية]

ذكر الأستاذ توفيق محمد شاهين أنه قد ضاعت كتابات كثيرة لابن باديس، وذلك أن المستعمر كان يحرق كل مجلة يعثر عليها، غير أن بعض الغيورين والمحبين دفن بعض هذه المجلات في التراب، وبعد سبع سنوات ونصف كشف عنها فبقي بعضها، وأكلت الأرصفة والأتربة بعضها الآخر، غير أن المجلات الباقية وفيها آثاره الباقية أمكن أن نستخلص عنها ما يلي:

١ - تفسير ابن باديس في مجالس التذكير.

٢ - من الهدي النبوي.


(١) من مقدمة الإبراهيمي ص ١٩ - ٢١.
(٢) حسن البنا ومنهجه في التفسير ص ٨٢ عن مجلة الشهاب للإمام حسن البنا/ السنة الأول العدد ١/ ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>