للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى اليد الجارحة، إنما هي صفة جاء بها التوقيف، فنحن نطلقها على ما جاءت لا نكيفها، وننتهي إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار المأثورة، وقال سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره، تلاوته والسكوت عليه (١).

إلا أن الشيخ يحمل قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: ٤٢] على المجاز، قال: "أذكر لهم يوم يشتد الأمر ويعظم الخطب، وهو يوم القيامة، وكشف الساق والتشمير عنها مثل في ذلك، وأصله في الروع والهزيمة وتشمير المخدرات عن سوقهن، وإبداء حزامهن عند الهرب، واشتداد الخطب، فكنى به عما ذكر، فلا ساق ولا كشف ثمة، وهو كما يقال للأقطع الشحيح: يده مغلولة، ولا يد ثمة، ولا غل، وإنما هو كناية عن البخل (٢).

وهذا هو الأنسب في فهم الآية الكريمة، لأنه الموافق لأساليب العرب، وهذا الرأي ذهب إليه محققو العلماء سلفًا وخلفًا.

[ب- رأيه في الإسراء والمعراج]

يقول في سورة الإسراء (٣): (وكان الإسراء يقظة بالجسد والروح ... وكان عروجه بالجسد والروح أيضًا، وذلك من المعجزات والله على كل شيء قدير).

أما في سورة النجم فيقول عند تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}: رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- جبريل في صورته التي خلق عليها نازلًا من السماء نزلة أخرى (عند سدرة المنتهى) ليلة المعراج) (٤).


(١) ٢/ ٢٦٠.
(٢) ٢/ ٤٥٥.
(٣) ص ٤٤٩.
(٤) ص ٣٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>