بينما إذا جاء امرؤ القيس أو من هم قبله يتحدثون، فإننا لا نجد فروقًا جوهرية أو صعوبة ذات شأنٍ في فهم ما يقولون، لذلك كله مضمومًا إليه تنويه الشيخ بالغربيين وما كتبوه عن كتبهم وعن كتبنا، أرى أنه تأثر في رسم منهجه بهؤلاء، وأيًّا ما كان الأمر، فقد كان أكثر الناس تأثرًا به وإعجابًا والتزامًا بما قال، وأوعاهم لآرائه زوجه الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، وهذا يظهر في كتابتها في تفسير القرآن، والحق أن لها نشاطًا مشكورًا في النهضة الأدبية القرآنية محاضرة ومؤلفة، ولا بد أن نقف عند ما كتبته في تفسير القرآن، فنتعرف عن كثب إلى المنهج الذي رسمه شيخها في كتابه (مناهج التجديد) نظريًّا، وطبقته هي عمليًّا.
[٥ - الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)]
كان للدكتورة عائشة -رحمها الله- عناية بالدراسات القرآنية منذ مدة من الزمن، فلقد حاضرت في كثير من الجامعات الإسلامية، حول تلك الدراسات البيانية، كما كانت لها محاولات في تفسير القرآن تفسيرًا بيانيًّا وهذا الذي يهمنا الآن.
فسرت بعض قصار السور، وهي تعدُّ القرآن كتاب العربية الأكبر، وترى أنه ينبغي أن ينصرف الجهد بادي بدء إلى بيانه الأسمى وتلوم على دارسي الأدب في الجامعات، الذين لم يدرسوا النص القرآني دراسة أدبية تحليلية، كما درسوا القصائد والخطب، وهذه ملاحظة مشكورة من المؤلفة الفاضلة، وإن كنت أعتقد أن النظرة للآية القرآنية في هذا الحد غير كافية، وليست هي الأساس الأول، فالقرآن منهج لإصلاح العقيدة والسلوك قبل كل شيء.
والطريقة التي اتبعتها، تطبيق عملي للمنهج الذي رسمه الشيخ أمين الخولي كما أسلفت من قبل. فهي تبدأ بذكر المفردات، ومدلولاتها اللغوية، وعدد ورودها في القرآن (١) وأقوال المفسرين فيها، ثم يأتي بعد ذلك دور المركبات، وكثيرًا ما تحاول
(١) رحم الله الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي وجزاه خيرًا. فلقد سهل على الكاتبين والباحثين كثيرًا =