للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أفسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- القرآن كله؟]

نفرض هنا تساؤلًا مهمًا يرد على الأذهان هو: كان تفسير الرسول عليه وآله الصلاة والسلام للقرآن شاملًا له كله أم إنه فسر ما كانت تدعو إليه الحاجة، سواء أكان الصحابة يسألون عنه، أم كان الرسول عليه وآله الصلاة والسلام يرى أن يبينه؟

وأقول: إن الرسول عليه وآله الصلاة والسلام، كان يفسر ما يحتاج إليه الصحابة ابتداء (١).

[رأي السيوطي والشيخ الذهبي -رحمهما الله- في المسألة]

ذكر الشيخ الفاضل الأستاذ محمد حسين الذهبي -رحمه الله- في كتابه (التفسير والمفسرون) أن ابن تيمية -رحمه الله- يرى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فسر القرآن الكريم كله للصحابة -رضوان الله عليهم- واستند في ذلك إلى ما جاء في أصول التفسير لابن تيمية أولًا وإلى ما ذكره السيوطي في الإتقان ثانيًا.

قال السيوطي: (وقد صرح ابن تيمية فيما تقدم وغيره، بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيّن للصحابة تفسير جميع القرآن، أو غالبه، ويؤيد هذا ما أخرجه أحمد وابن ماجه عن عمر أنه قال: من آخر ما نزل آية الربا وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض قبل أن يفسرها .. دلّ فحوى الكلام على أنه كان يفسر لهم كل ما نزل وأنه إنما لم يفسر هذه الآية لسرعة موته بعد نزولها وإلا لم يكن للتخصيص بها وجه) (٢).

وبعد أن عرفت ما قاله السيوطي والذهبي -رحمهما الله- لا- بدَّ كي نصل إلى الحق في هذه المسألة أن نضمَّ إلى ذلك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المقدمة نفسها، فقد قال: "يجب أن يُعلمَ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيَّن لأصحابه معاني القرآن،


(١) تراجع هذه المسألة في كتاب التفسير والمفسرون للأستاذ الذهبي حيث ذكرها هناك مستوفاه ج ١ ص ٤٨ - ٥٤.
(٢) الإتقان (٢/ ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>