واحدة. وهو: أن القرآن قد فسر بالدلالة الأولى، تفسيرًا كافيًا أو أقرب إلى الكفاية بينما لم يفسر بالدلالة الثانية.
نحن أولًا لم نسلم أن هناك دلالتين اثنتين، وعلى فرض صحة ما قاله، فكيف يدعي أن القرآن لم يفسر دستورًا للحياة. أغلب الظن بل اليقين أن الكاتب لم يطلع على ما كتب من تفسير للقرآن. سواء كان تفسيرًا تحليليًا لآيات القرآن وسوره، أم موضوعيًا لموضوعاته المتعددة المتنوعة. أما إذا أراد أن القرآن لم يفسر تفسيرًا حسب النظريات التي يريدها، كتفسير مكسيم رودنسون الذي أشاد به، فهذا صحيح، لم يفسر القرآن مثل هذا، ولن يفسر كذلك، اللهم إلا إذا خلا الوجود من العلماء، الصادعين بالحق القائمين على أمر هذا الدين، ولن تخلو منهم الحياة ما دامت، حتى يأتي أمر الله.
وبعد فتلك أمثلة من الهوى المتبع، والحقد المبطن حينًا، والمكشوف حينًا آخر، دبجتها أقلام مسمومة باسم الغيرة على الدين.
[المبحث الرابع نماذج من التفسيرات المنحرفة ومناقشتها]
والآن لا بد من أن أضع على مشرحة الفكر وبساط البحث، بعض الكتب التي تتصل بهذا الموضوع ونتائجه.
[أ- رسالة الفتح]
هكذا سماها كاتبها، وما هي كذلك، فإنها هراء من القول، وفتح لأبواب من الهزل والسخرية، ولأول وهلة يحكم القارئ على كاتبها بالسقم العقلي والخفة والطيش اللذين يعوزهما أدنى درجات الحكمة والمهارة في العرض والسلامة في المنطق لذا لن أقف عندها كثيرًا، وإنما أشير إشارات خاطفة إلى بعض ما جاء