فالشيخ رشيد قد عرض إذًا للتفسير العلمي، بهذه الأدلة التي ذكرناها وبدليل ما ذكره هو من قوله أنه سيعرض للتفسير العلمي في كثير من مواضع تفسيره، وإذًا فلم يقف منه موقف المعارضة كما قيل.
جـ- عرض الشيخ عبد القادر المغربي -وهو علم من أعلام مدرسة الإمام- للتفسير العلمي في تفسيره جزء تبارك.
د- أما الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي رحمه الله، فعلى الرغم من أنه وقف من هذا التفسير موقف المعارضة في مقدمته لكتاب (الإسلام والطب)، للمرحوم الدكتور عبد العزيز إسماعيل، إلا أنه لم يستطع إهمال هذا اللون من التفسير. وسأعرض للحديث عنه وعن سابقه إن شاء الله في الباب التالي عند ذكر منهج المفسرين.
فمدرسة الإمام إذًا قد أسهمت في هذا اللون من التفسير. والوحيد من رجالها الذي لم نجد له آثارًا في هذا اللون، هو الشيخ شلتوت رحمه الله.
[مناقشة ما ذهبوا إليه]
ولنبدأ بمناقشة المانعين وقد عرفنا أن من أبرز هؤلاء وأسبقهم الشاطبي -رحمه الله- وتتلخص دعواه في: -
أمية العرب أمية الشريعة لذا لا يجوز لنا أن نفسر الآيات بما لم يكن معروفًا عند الذين نزل القرآن فيهم، وقد ذكرنا خلاصة لأقواله من قبل، فارجعوا إليها إن شئتم. ونناقش دعوى الشاطبي رحمه الله بتقرير ما يلي:
١ - ينبغي أن لا ننسى أن القرآن الكريم وإن نزل في العرب لكنه لم ينزل لهم وحدهم، وإنما نزل للناس جميعًا {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف: ١٥٨] وقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام: ١٩] وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[سبأ: ٢٨] وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أعطيت خمسًا لم يُعطهن أحد قبلي