بالرواسي الجبال. كما يذكر أن قول الله تعالى:{وَبَارَكَ فِيهَا} في الآية نفسها إنما يشير إلى خلق القمر منها. وهذا تأويل أبعد ما يكون عن روح الآية ونصها.
ويرد أقوال المفسرين في قوله تعالى:{أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}[النازعات: ٣١]، فيعد المرعى مكان الرعي من هواء وتربة خصبة وغير ذلك.
كما يرى في قوله تعالى:{وَالْجِبَال أَرْسَاهَا} أن تقديم المفعول إنما هو إشارة إلى أن الجبال التي نراها الآن، ليس هي أول ما وجد في هذه الأرض .. وإلا لقال (وأرسى جبالها).
وأكتفي بما ذكرته عن هذا الكتاب وعلى كلّ حال فالكتاب محاولة جديدة في عصر العلم والتقدم المادي، أراد منه كاتبه بحسن نية، أن يقرب معاني القرآن العلمية لذوي الثقافة الحديثة، حتى يكونوا على بينة من كتابهم، الذي لن يذوقوا طعم النصر، ولن يشموا رائحته، دون الرجوع إليه، وتحكيمه في شؤون حياتهم كلها، ولم يحالفه التوفيق في كثير مما ذهب إليه.