للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قلتُ: بالنسبة للرواية الثانية فقد كفانا الطبري مؤونة النظر في صحتها وتبعه الأستاذ أحمد شاكر فزاد الأمر وضوحًا ولم يبق إلا الرواية الأولى التي لم يتكلم في صحتها أو ضعفها وتبعه في السكوت عليها الأستاذ أحمد شاكر كذلك وعند النظر في الإسناد نجد محمد بن بشار ثقة (١).

ويروي عن مؤمل هو ابن إسماعيل قال عنه ثقة في سفيان وكذلك في رواية ابن أبي خيثمة قال ثقة (٢).

وأما ابن محرز فقال إنه ليس بحجة فيه وهو هنا روى عن سفيان (٣). وأما الثوري فهو الإمام المشهور ثقة (٤)، وأما أبو الزناد فهو ثقة (٥)، وابن عباس هو الصحابي .. فالإسناد إلى أبي الزناد صحيح ولكن أبا الزناد لم يسمع من ابن عباس وعليه فالإسناد منقطع والأثر ضعيف وذلك لما يلي:

١ - أن ابن عباس توفي ٦٨ هـ، وأبو الزناد ولد ٦٤ هـ. وتوفي ١٣٠ هـ عن ٦٦ عامًا فعند وفاة ابن عباس كان عمره أربع سنوات فلا يعقل أن يكون سمع منه في هذه السن.

٢ - أنه غير معروف بالرواية عن ابن عباس كما نرى في ترجمته في تهذيب الكمال الذي يذكر عمن روى وبن روى عنه ويحاول أن يستقصي.

٣ - الناظر في كتب المراسيل يرى أن العلماء نفوا سماعه من صحابة عاشوا بعد ابن عباس فقد نفى البخاري سماعه من أنس ونفى أبو حاتم رؤيته أو إدراكه لابن عمر (٦).


(١) تقريب التهذيب ص ٥٧٥٤.
(٢) الجرح والتعديل (٨/ ت ١٧٠٩٠).
(٣) تهذيب الكمال (٢٩/ ١٧٧).
(٤) تقريب التهذيب ص ٢٤٤.
(٥) تقريب التهذيب/ ت ٣٣٠٢.
(٦) راجع ترجمته في تهذيب الكمال (٢٩/ ٤٧٦ - ٤٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>