ومدرسته في الدفاع عن الدين، كانت موضوع تشكيك صريح) وذكر على ذلك مثالين من موقف قطب من تفسير عبده لسورة العصر وسورة الفيل. ص ٥٢.
وقد تحدثنا من قبل عن صلة سيد بالمدرسة العقليهّ وعرفنا أن الشيخ محمد عبده، والشيخ رشيد هما محل إجلال سيد رحمهم الله جميعًا.
والمؤلف كما هي عادته في إطلاق الحكم وتعميمه دون الإشارة إلى نص العبارة عند قطب لم يبين لنا أين صرح قطب بأن مدرسة محمد عبده موضع تشكيك عنده.
والمؤلف في جميع مقارناته بين قطب وعبده يركز على موقف المدرستين من القضية التي تناولها في كل فصل من الفصول الستة.
وأسجل هنا ملاحظتين:
الأولى: أنه حمل في مقارنته هذه على كل من سيد وعبده في منطلقاتهما في تفسير القرآن الكريم.
ففي المبحث الثاني من الفصل الأول وعند حديثه عن تعدد الزوجات والاسترقاق يقول (فإن قطبًا قد اتخذ موقفًا قاطعًا، معتمدًا على الإيمان القوي، أقل (عقلانية) وأكثر (عقائدية) مقارنة بمحمد عبده ورشيد رضا) ص ٦٥، وانظر ص ١٠٦ - ١٠٧.
إذن ... فإن قطبًا قد اتخذ موقفًا قاطعًا معتمدًا على الإيمان القوي، أقل عقلانية وأكثر عقائدية مقارنة بمحمد عبده ورشيد رضا.
والحق أن هذا اتهام لقطب وعبده، ولمنهج التعامل مع القرآن وفهمه، فيظهر من كلامه أن قطبًا عاطفي يحكم عاطفته في فهم النص وترجيح معانيه أكثر من عقله.
وأن رضا وعبده يحكمان عقلهما دون عاطفتهما الدينية، وليس الأمر كما زعم.