١ - في مجال رده على كلام الدكتور صلاح الخالدي في حديثه عن أسباب نجاح سيد في القول بالوحدة الموضوعية حيث ذكر الخالدي من ذلك (حياة سيد الطويلة التي قضاها في ظلال القرآن) يرى الدكتور الدغامين أن هذا من الأسباب غير العلمية.
يقول (هذا فضلًا عن كونها أسبابًا غير علمية، فهل الحياة الطويلة مع القرآن اقتصرت في تاريخنا الإسلامي على حياة سيد رحمه الله؟ فكم من عالم وعالم كان القرآن شغله الشاغل، لكن هذا لا يستلزم القول بالوحدة الموضوعية في سور القرآن، وهل جرد سيد حياته مع القرآن من أجل البحث عن الوحدة الموضوعية في سُوَرِه؟ ) ص ١٢٧.
ولا ندري على هذا -ما هي الأسباب العلمية التي تؤهل لاستكشاف الوحدة الموضوعية في سور القرآن الكريم والبحث عن مناسبة السور والآيات؟ ! ! .
ونحن نؤكد أن من الأسباب العلمية - في هذا المجال - التدبر لآيات الكتاب الكريم وطول التأمل مع ما يرافقه من أسباب أخرى، وتوفيق الله تعالى فوق ذلك كله.
٢ - وإذا كان الدكتور الدغامين يرى أن سيد (قد حكمت النظرة السريعة تقريره للوحدة الموضوعية في بعض السور، وكان -أحيانًا- يفسر جزءًا من القرآن في شهرين، في حين كان البقاعي ينظر في مناسبة آية شهورًا) ص ١٢٧.
فإن ذلك ليس مأخذًا على سيد، إذ القضية ليست قضية زمن طويل أو قصير.
٣ - والدكتور الدغامين يرى (أن الذي قاله سيد في الوحدة الموضوعية ليس هو القول الفصل، وأن ما ذهب إليه في ذلك ليس هو المذهب الجزل في كثير من السور، مع أن له جهدًا عميقًا وكبيرًا لا يستهان به في هذا المضمار) ص ١٢٨.
أقول: من الذي يدعي أن ما قاله سيد هو القول الفصل؟ وأظن أن سيدًا نفسه لا يمكن أن يدعي ذلك، إنما هذه أمور اجتهادية، ولا شيء يمنع أن تختلف فيها الأنظار وتتعدد.