للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [النحل: ١١٢].

وذكر الطور الثالث طور الضعف والانحلال في مثل قوله تعالى:

{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} [الكهف: ٥٩].

سبب الهلاك:

وإهلاكهم يكون بعد إسباغ النعمة وإقامة الحجة عليهم، وتمكن الفساد فيهم وتكاثر الظلم منهم. فإهلاكهم هو نهاية الطور الثالث من أطوار الأمم الثلاث.

وإلى خاتمة الطور الثالث وعاقبته، جاء البيان في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء: ٥٨].

الألفاظ:

(القرية) المساكن المجتمعة، ومادة (ق ر ى) تدل على الجمع، فتصدق على القرية الصغيرة والمدينة الكبرى. وتطلق القرية مجازًا على السكان إطلاقًا لاسم المحل على الحال ومنه هذا.

و(الإهلاك) الإبادة والإفناء بالاستئصال كما فعل بعاد وثمود.

و(قبل يوم القيامة) أي في الدنيا.

و(العذاب الشديد) كأمراض الأبدان وفساد القلوب، وانحطاط الأخلاق، وافتراق الكلمة، وتسليط الطلام: كما أرسل على بني إسرائيل عبادًا أولى بأس شديد، فساءوا وجوههم، وجاسوا خلال ديارهم. وكتسليط أهل الحق على أهل الباطل، وكالجدب والقحط وجوائح الأرض، وجوائح السماء.

و(في الكتاب) أي اللوح المحفوظ (١). و (مسطورا) أي مكتوبا أسطارًا مبينا.


(١) اللوح المحفوظ والعرش والكرسي والقلم ... كل ذلك من العالم الغيبي أخبرنا به القرآن الكريم والسنة النبوية، أما ماهيته وتحديدة ... فيفوض إلى علم الله تعالى، ونصدق به فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>