الشديد. وإذا لم يأت المقدار المماثل من الهلاك أو العذاب لما عندهم من أسبابهما، ، فلأنه لكل أمة أجل، ولما يأت ذلك الأجل بعد، ، فإذا جاء لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
إرشاد واستنهاض:
علاجنا اليوم:
قد ربط الله بين الأسباب ومسبباتها خلقًا وقدرًا بمشيئته وحكمته، لنهتدي بالأسباب إلى مسبباتها، ونجتنبها باجتناب أسبابها.
وقد عرفنا في الآيات المتقدمة باسباب الهلاك والعذاب لنتقي تلك الأسباب فنسلم، أو نقلع عنها فننجو، فإن بطلان السبب يقتضي بطلان المسبب.
وقد ذكر لنا في كنابه أمة أقلعت عن سبب العذاب فارتفع عنها بعد ما كان ينزل بها، ليؤكد لنا أن الإقلاع عن السبب ينجي من المسبب، فقال تعالى:{إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}(١)[يونس: ٩٨].
فبمبادرتهم للإيمان، وإقلاعهم عن الكفر. كشف عنهم العذاب.
وأرشدنا في ضمن هذا العلاج الناجع في كشف العذاب، وإبطال أسبابه، وهو الإيمان.
كما أرشدنا إليه أيضا في قوله تعالى قبل هذا:
{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا}[يونس: ٩٨] أي نجاها من العذاب. وذكر قوم يونس دليلًا على ذلك.
(١) فأمة محمد وأمة يونس عيهما السلام أخر عذاب العاصين منهم إلى يوم القيامة. وفي شأن المسلمين أيضًا يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: ٣٣]. وقد مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبق بيننا بجسده، فلم يبق لنا إلا الاستغفار.