للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشيخ مع ذلك يعز عليه أن يخرج عن إجماع الأمة وجمهور السلف، وهذا يظهر عند تفسيره لآيتي النسخ والوصية. فعند تفسيره لآية الوصية يذكر مذاهب العلماء، غير مشنع على أحد كما شنع غيره، مرجحًا ما ذهب إليه الجمهور (١). أما عند آية النسخ فإنه يرفض صراحة أن يكون المراد من كلمة (آية) في آية النسخ المعجزة، كما ذهب إليه بعض المفسرين، ويقول إن السلف أجمعوا على غير هذا (٢).

أما منهجه في تفسير تلك الآيات، فهو منهج متناسب مع الخطة التي سار عليها في تفسيره كله، إذ يعني ببيان حكمة التشريع ومواطن الهداية، أكثر من عنايته بالتفريعات المذهبية، التي قد لا يعرض لها في كثير من الآيات. وهذا يتمشى مع الأهداف التي كتب من أجلها هذا التفسير. يظهر هذا من تناوله لآيات القصاص والصيام وغيرهما.

هذه بعض الجوانب من تفسير الشيخ رحمه الله. وإذا كان لا بد من كلمة أخيرة في تقويم هذا التفسير، فإنه والحق يقال، كان من خير ما قرأت اعتدالًا وعمقًا، وسلامة عقيدة وصفاء فكر. رحم الله الأستاذ الأكبر وهيأ للأمة من يسد فراغه.


(١) لواء الإسلام العدد العاشر السنة الرابعة ص ٧٣٤.
(٢) لواء الإسلام العدد الرابع السنة الثالثة ص ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>