وهذه التقسيمات تعتمد على حجم السورة، فالسور الطوال تكون فيها التقسيمات الأربعة كلها، وكلما قصرت السورة كان التقسيمات أقلّ، فقد يقسم بعض السور (مقاطع) متجاوزًا مَرحلة (الأقسام)، وقد يجعل بعض السور في (فقرات)، وهكذا ...
ومردّ الأمر في هذا إلى حجم السورة كما مر، والمعوّل عليه في هذا كله هو المعاني.
وقد وصف منهجه في مقدمة تفسيره، قائلًا:"فكلمة (قسم) أوسع مما بعدها، ولا نستعملها إلا في السور الطويلة، حيث يكون عندنا عدة مقاطع يجمعها جامع، كلمة (مقطع) أوسع من كلمة (فقرة)، ونستعملها حيث تكون الآيات ذات الموضوع الواحد كثيرة، وكلمة (فقرة) أوسع من كلمة (مجموعة)، ونستعملها عندما يكون عندنا مقطع ذو موضوع واحد، ولكنه يتألف من مجموعة معانٍ رئيسة، فنستعمل لكل معنى رئيسي في المقطع كلمة (فقرة)، وكلمة (مجموعة) أضيق من كلمة (فقرة)، ونستعملها إذا كان في الفقرة داخل المقطع أكثر من معنى يحسن أن نشرحه مفصلًا عما قبله وعما بعده"(١).
ولا ينسى الشيخ أن يحدد القسم والمقطع والفقرة والمجموعة، فيقول - مثلًا -: يبدأ هذا القسم بآية (كذا)، وينتهي بآية (كذا).
وبعد أن يقسم السورة إلى (أقسام) - وإن كانت من السور الطوال - يبدأ بمقدمة كذلك، بعنوان:"كلمة بين يدي القسم"، يبين موقع القسم من السورة، ويُثنِّي "بالمعنى العام" للقسم، يتحدث فيه عن المعنى الذي تضمّنه القسم، ويُظهر الصلة بين آيات القسم ومقاطعه، ثم يتبع ذلك بـ "كلمة في السياق"، يتحدث عن سياق الآيات، ومناسبته لآيات من سورة البقرة.