للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} بنصب الراء، وقرأها بعض من عنده من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرجًا بالخفض، فقال عمر: ابغوا لي رجلًا من كنانة واجعلوه راعيًا وليكن مدلجيًا، فأتوه به، فقال عمر: يا فتى، ما الحرجة فيكم؟ قال: الحرجة فينا الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء، فقال عمر: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير.

٣٦ - عن علي أنه مرّ على قوم يتحدثون فقال فيم أنتم؟ فقالوا نتذاكر المروءة، فقال أو ما كفاكم الله في كتابه إذ يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: ٩٠] فالعدل الإنصاف والإحسان التفضل فما بعد هذا؟

٣٧ - عن مجاهد قال كتبت إلى عمر: يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل، أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها؟ فكتب عمر: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: ٣].

٣٨ - قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَال فِي الْحَجِّ} [البقرة: ١٩٧] عن ابن عمر رضي الله عنهما قال {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ}: التلبية والإحرام، {فَلَا رَفَثَ} قال: غشيان النساء، {وَلَا فُسُوقَ} قال السباب {وَلَا جِدَال} قال المراء. رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن السكن وهو ضعيف (١).

ومن دراستنا لهذه الروايات ندرك أن التفسير في عهد الصحابة رضي الله عنهم كان توضيحًا لكلمة أو سبب نزول، أو بيانًا لحكم شرعي أو استنباطًا لأمر فهم من الآيات كما كان من ابن عباس وعمر في فهم قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}.


(١) مجمع الزوائد جـ ٦ ص ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>