للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآيات والفصول القرآنية. وأن هذا المعنى كان مفهومًا ومألوفًا في الوسط العربي، الذي خوطب بالقرآن لأول مرّة، وأن تقسيم القرآن إلى المجموعات التي سميت سورًا، كانت نتيجة لذلك أيضًا. ولما كانت هذه الكلمة قد وردت بعد نزول طائفة كبيرة من القرآن المكي، فمن الممكن أن يقال إن كثيرًا من السور القرآنية، كان في هذا العهد قائم الشخصية، وفي سورة هود التي يجيء ترتيبها في روايات النزول، بعد سورة يونس تحدٍّ للكفار بعشر سور مما فيه تأييد لما نقول" (١).

ويقول في تفسير آية هود: "تضمنت الآية الثانية ترديدًا لما كانوا ينسبونه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من افتراء القرآن، وأمرًا يتجسد جهم بالمقابلة فليأتوا بعشر سور مثله إذا كانوا صادقين في زعمهم بأنه مفترى، وليستعينوا بمن يستطيعون على ذلك" (٢).

ويعلق على دلالة تكرار تحدي الكفار بالقرآن بقوله: "هذا، ويلحظ أن تحدي القرآن للكفار بالإتيان بشيء مثل القرآن، وتقريره الصريح والضمني بعجزهم عن ذلك. فقد توالى في السور الثلاث المتتابعة في النزول، أي الإسراء ويونس وهود، وهذا يعني أن موضوع الوحي القرآني، كان من أهم مواضيع الجدل والمكابرة من قبل الكفار. وهذا مؤيد بكثرة ما حكاه القرآن من مواقف جدلهم ومكابرتهم إزاء القرآن مما مرت منه أمثلة عديدة" (٣).

فنحن نرى من هذين النصين أن المفسر الفاضل، لم يتعرض من قريب أو بعيد لهذه النقطة الهامة، مع أن لها صلة تاريخية بأمر هام من الأمور التي قصدها القرآن وهو التحدي.


(١) التفسير الحديث، ج ٤، ص ٣٨.
(٢) التفسير الحديث، ج ٤، ص ٦١
(٣) التفسير الحديث، ج ٤، ص ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>