للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك بالحويش، أما لقب "ملا" فهو يعني: الأستاذ أو المعلم، وجاء لفظ "السيد" في النسب، لأجل العُرف تلك الديار، فيمن ينسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما يزال هذا النسب يطلق عليهم -كما ذكر ولده لي- حتى يومنا هذا، من دير الزور حتى بغداد، موطن أكثر آل حويش.

تعلم بدايات العلوم في مدينة عانة، ثم انتقل إلى بغدد، ودرس هناك العلوم الشرعية في مسجد أبي حنيفة رحمه الله، وقد لبس العمامة وهو في من الحادية عشرة من عمره، وبعد أن أتقن العلوم الشرعية والفقهية، وأخذ شهادة "الرشدية" التي كانت تخول حاملها -زمن الخلافة العثمانية- العمل في المحاكم الشرعية، انتقل إلى العمل في محكمة دير الزور الشرعية، لقربها من موطنه الأصلي "عانة"، وحاجة تلك البلاد إلى الذين يحملون المؤهل الشرعي، من أمثال الشيخ عبد القادر، ولم يقف عند هذا الحد، بل تدرج في المحاكم الشرعية، حتى أخذ شهادة "عالي العُلا"، وهي شهادة إدارية تخول صاحبها أن يكون قاضيًا، آنذاك.

ولم يقف عند هذا الحد، بل "درس العلوم الشرعية والآلية في المدرسة الشرعية بدير الزور، وعلى أساتذة خصوصيين، ونال شهادة في العلوم العقلية والنقلية، ومصدقة من المجلس العلمي، كانال شهادة أخرى في علم المدنية من المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسيني بدمشق، وشهادة محاماة" (١)، وفي هذه الأثناء كان قد التقى بدير الزور بالشيخ حسين الغزاوي الأزهري، والذي كان عائدًا من مصر -بعد أن نال الشهادة الأزهرية- إلى بغداد، فلما رأى ما في دير الزور من البُعد عن الدين مكث فيها، ولازمه الشيخ عبد القادر وتتلمذ على يديه.

هكذا كان الشيخ، كالنحلة، لا يقع إلا على طيب، ويعطي العسل المصفى.


= والتي نقلت منها اسمه، تذكر أن والد الشيخ عبد القادر اسمه محمد، وأن محمودًا جده، والله أعلم بالصواب.
(١) مكتب الدراسات السورية، من هو في سورية، ص ٧٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>