الرسول، وإذلالهم لعدم الإيمان به، وهذا أحسن ما قيل في أسباب نزول هذه السورة. أما ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)} [الشعراء: ٢١٤]، صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصفا ونادى ... فقال أبو لهب: تبًا لك سائر اليوم ألِهذا جمعتنا! فنزلت السورة ونقله أكثر المفسرين، فلا يصح هذا أن يكون سببًا لنزولها، لأن هذه الآية لم تنزل بعد، ولا يصح أن يكون المؤخر سببًا للمقدم، ولا يبعد أن يكون قول أبي لهب لحضرة الرسول (تبًا لك سائر اليوم)، ردًّا على ما جاء في هذه السورة المتقدمة على هذه الحادثة. الأجدر أن يكون كذلك ... ".
وإذا كان من السهل على الشيخ أن يرد إجماعًا ليس فيه ضير في العقيدة فإنه يصعب على كل مسلم أن يرد إجماعًا في رده هدم للعقيدة من أساسها، وتقويض لبنيانها من قواعده، ولقد كنا نأخذ ما قاله الشيخ على أنه غث وضعيف وقصص وحكايات، لكننا وجدنا أنفسنا أمام أمرٍ عظيم، يذهب بأكثر نصوص هذا الدين، وذلك نراه جليًّا عند تفسير الشيخ لسورة الناس: يقول: "إن بعض الأولياء سأل الله تعالى أن يريه كيف يأتي الشيطان ويوسوس، فأراه الله تعالى هيكل الإنسان، في صورة بلور وبين كتفيه شامة سوداء كالعشّ والوكر. فجاء الخناس يتجسس من جميع جوانبه، وهو في صورة الخنزير، له خرطوم كالفيل، فأدخل خرطومه من بين الكتفين من قبل قلبه فوسوس إليه، فذكر الله فخنس وراءه. لذلك سمى الخناس لأن نور الذكر ينكصه على عقبه، ولهذا السر الإلهي كان خاتم النبوية في هذا المحل، إشارة إلى عصمته -صلى الله عليه وسلم- منه ... وكان -صلى الله عليه وسلم- يحتجم من بين الكتفين ويأمر بذلك لتضعيف مادة الشيطان وتضييق مرصده .. وقال بعض العارفين أراد (برب الناس) الأطفال ... وبـ (ملك الناس) الشباب، و (إله الناس) من الشيوخ".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الشيخ تجاوزه كثيرًا وتجرأ على قدسية الإسلام، وطعن الأمة في معتقداتها طعنة نجلاء، فها هو يقول عن الإمامين العظيمين وعن السفرين الخالدين، أعني الجامع الصحيح للإمام البخاري وصحيح