للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

على القياس بقدر الإمكان، وجوز التفتازاني أن يكون وزنه تَفَعُّلٌ بناءً على اعتباره مشتقًا من الكلمة الواقع فيها الإبدال والإدغام وهي الحَيِّزُ، ونَظَّرَه بقولهم: (تَدَيُّرٌ) بمعنى الإقامة في الدار، فإن الدار مشتقة من الدوران؛ ولذلك جُمعت على دُور، إلا أنه لما كثر في جمعها ديار ودِيرة عُوملت معاملة ما عينه ياء، فقالوا من ذلك: تَدَيَّرَ، بمعنى أقام في الدار، وهو تَفَعَّلَ من الدار، واحتجّ بكلام ابن جني والمرزوقي في "شرح الحماسة". يعني ما قاله ابن جني في "شرح الحماسة" عند قول جابر بن حريش (١):

إذ لا تخافُ حُدُوجُنا قَذْفَ النَّوَى ... قَبْلَ الفسادِ إقامةً وتَدَيُّرا

(التَّدَيُّرُ: تَفَعُّلٌ من الدار، وقياسه تَدَوُّرٌ، [لأن عينه واو بدلالة قولهم: دور] إلا أنه لما كَثُر استعمالهم ديارَ أنِسوا بالياء ووجدوا جانبها أوطأ حسًّا، وألين مسًا، فاجترَؤوا عليها فقالوا: تَدَيَّرنا دارًا. اهـ، وما قال المرزوقي: (الأصل في تدير الواو، ولكنهم بنوه على ديارٍ لإلفهم له بكثرة تردده في كلامهم) (٢) ".

ومنه ما ذكره من الخلاف عند تفسيره قوله تعالى: {الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: ٢٣]، حيث قال: "واختُلف في اشتقاقه؛ فقيل: مشتق من (أمن) الداخل عليه همزة التعدية فصار آمن، وأن وزن الوصف مُؤَيْمِن، قُلبت همزته هاءً، ولعل موجب القلب إرادة نقله من الوصف إلى الاسمية بقطع النظر عن معنى الأمن، بحيث صار كالاسم الجامد، وصار معناه رقب: (ألا ترى أنه لم يبق فيه معنى الأمن الذي في


(١) هو من شعراء الحماسة، وانظر: خبر أبياته في شرح التبريزي على الحماسة، ٢/ ٧٣.
وأما قول ابن جني الآتي فقد ورد في كتابه "التنبيه على شرح مشكلات الحماسة"، تحقيق: أ. د. حسن محمود هنداوي، نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت، ط ١، ١٤٣٠ هـ/ ٢٠٠٩ م، ص ٢٣٧، الحماسية، رقم ١٢٠.
(٢) ٩/ ٢٩٠، والفرق بين الرأيين: أن الزمخشري نظر إلى الأصل، والتفتازاني جعل النظر إلى الكلمة بعد وقوع الإبدال فيها. انتهى. شيخنا.
وانظر: "التنبيه على شرح مشكلات الحماسة" لابن جني، ص ٢٣٧، الحماسية رقم ١٢٠. و"حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي"، ٢/ ٢٧٥. و"شرح ديوان الحماسة" للمزوقي، ص ٤٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>