للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

الثانية استئناف قصة برأسها أن وصلت بالأولى، دلالة على اتحادهما بضمير البقرة لا باسمها الصريح في قوله: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} [البقرة: ٧٣] حتى يتبيَّن أنهما قصتان فيما يرجع إلى التقريع وتثنيته باخراج الثانية مخرج الاستئناف مع تأخيرها، وأنها قصة واحدة بالضمير الراجع إلى البقرة (١).

يقول الأستاذ أبو زهرة: "إن القصة الثانية وهي قصة القتل ابتدأت بقوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} ولذلك لم يَسَعِ الزمخشريَّ وهو الذواق للبيان القرآني إلا أن يذكر أنهما قصتان، وإن كان قد حاول أن يصل بينهما بأن الضمير في قوله تعالى: {اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} يعود على البقرة، مع البُعد بينهما بطائفة من القول، وعدم ظهور ذلك العود على البقرة (٢).

٢ - أن الضمير في {اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} لأبي إذا عاد إلى النفس المقتولة يعود إلى أقرب مذكور، وعودة الضمير إلى أقرب مذكور هي القاعدة العامة إلا إذا أدَّى فيها الأمر إلى شذوذ غير معقول أو كان ذلك مستحيلًا.

٣ - أن عود الضمير على النفس المقتولة يؤدي علمًا نفسيًا اجتماعيًا هاديًا مرشدًا فيكون في ذلك فائدة جديدة لم تكن في قصة البقرة.

٤ - ختمت الآية بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وهو يدل على أن الموضوع يحتاج إلى تدبر وفكر رشيد وإدراك لمرمى التكليف" (٣).

ثم عقب بقوله:


(١) الكشاف، ١/ ١٥٥ - ١٥٦.
(٢) أبو زهرة، ١/ ٢٧٢.
(٣) أبو زهرة، ١/ ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>