للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

يقول: بهذه الآية والآية التي بعدها تختم السورة الكريمة حيث يلتقي ختامها مع بدئها، فقد بدئت السورة بهذا الإعلان العام {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)} [المؤمنون: ١ - ٢] ثم جاءت الآيات بعد ذلك تعرض صفات المؤمنين، وما أعد الله لهم في الآخرة من نعيم، حيث يورثهم الجَنَّة، ويطلق أيديهم فيها ينعمون بما يشاؤون منها (١).

ومما ميز تفسير الخطيب أنه كان صاحب دعوة تخاطب العقل والوجدان معًا، فكان كثيرًا ما يفرض التساؤلات ويجيب عليها، وكل تلك التساؤلات التي كان يثيرها إنما يقصد من ورائها تدعيم رأيه وإثبات حجة ما ذهب إليه، كان الخطيب في تفسيره كثيرًا ما يطنب في الرد على الشبه التي تعرض له. فعند تفسيره لقوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالمِينَ (٦٦)} [غافر: ٦٦] يقول: وهنا سؤال كيف ينهى النبي عن عبادة ما يعبد المشركون وهو - صلوات الله وسلامه عليه - لم يسجد لصنم؟ ..

ويجيب عن هذا التساؤل من وجهين:

١ - ليس النهي عن الشيء بالذي يلزم منه أن يكون الموجّه إليه النهي مواقعًا له أو متلبسًا به بل يكون أشبه بلافتة تنبه إلى الخطر الكامن فيه، وتحذر الوقوع فيه.

٢ - إن هذا النهي وإن كان موجهًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو موجه في حقيقته إلى كلّ من يؤمن بالله تعالى، فمن يريد الدخول في حظيرة الإيمان عليه أن يخلع ثوب الشرك أولًا ثم يدخل إلى ساحة الإيمان (٢).

ومما ميز تفسيره أيضًا ذكره لمناسبة الآيات، وكيف أن هذه الآية قد جاءت في سياق آية أو آيات قبلها مستمدًا من ذلك بعض أسرار القرآن الكريم، كما أنه يربط


(١) التفسير القرآني للقرآن، ج ٩، ص ١١٩٤.
(٢) التفسير القرآني للقرآن، ج ١٢، ص ١٢٦٢ - ١٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>