للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتبع ابن جزي ذلك بذكر وجوهٍ للترجيح عند التعارض وهي عنده اثنا عشر وجهًا كذلك (١).

وقد ذكر شيخ الإِسلام ابن تيمية بعض أسباب الخلاف وأنواعه في مقدمته في أصول التفسير.

وذكر الطوفي بعض أسباب الخلاف في كتابه "الإكسير في علم التفسير".

وحديثًا ألفت رسائل وكتب مستقلة في هذا الموضوع منها رسالة دكتوراه للدكتور الشيخ سعود بن عبد الله الفنيسان بعنوان "اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره".

وأفرد الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي مبحثًا خاصًّا لهذا في كتابه "بحوث في أصول التفسير ومناهجه" ومثله الشيخ مساعد بن سليمان الطيار في كتابه "فصول في أصول التفسير"، وأفرد الدكتور محمَّد بن عبد الرحمن بن صالح الشايع كتابًا خاصًّا للموضوع بعنوان "أسباب اختلاف المفسّرين" ذكر فيه عشرين سببًا هي: (٢)

١ - اختلاف القراءات في الآيات: الأصل في القراءات التوافق، وإنما تُعدّ القراءتان المتواترتان كالآيتين عند تعارضهما في المعنى وعدم إمكان حملهما على معنى واحد (٣). وقد مثل لهذا السبب بأمثلة منها قوله تعالى:

{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥] ففي (اتَّخذوا) قراءتان سبعيتان: واتَخَذوا، بفتح الخاء على المضيّ، و"اتّخِذوا" بكسر الخاء على الأمر، ويستدل بالأولى على سنّيّة الصلاة خلف المقام وبالثانية على وجوبها.

٢ - ما يتعلق بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلوغًا أو ثبوتًا أو فهمًا ومن أمثلة هذا السبب قوله


(١) التسهيل: ١/ ١٥ - ١٦.
(٢) ينظر ص ٣٥ وما بعدها.
(٣) نقلًا عن الدر المصون: ٣/ ٥٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>