للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الفصل الثاني فقد جعله للحديث عن التفسير الحديث بين أيدي الباحثين. عرض فيه لجهود بعض الكاتبين في مذاهب التفسير ومن ذلك ما كتبه جولد زيهر في كتابه مذاهب التفسير الإسلامي وما كتبه محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون، وج: جومييه في كتابه تفسير المنار والشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره الجواهر، وج يالجون في كتابه تفسير القرآن في العصر الحديث.

أما الفصل الثالث فيعقده للحديث عن بواكير العالم الإسلامي وقضية التفسير، يحاول فيه دراسة الجانب الإيجابي من جهد المفكر المسلم المعاصر، ولذا فإنه سيقف في دراسته عند حدود تلك الجماعة التي حاولت الانتفاع بالجديد في حل مشكلات المجتمع المسلم الحديث، أما أولئك الرافضون لكل جديد باسم الحفاظ على القديم فلن يعنى بهم، ومن هؤلاء المفكرين الذين انتفعوا بالجديد في حل المشكلات جمال الدين الأفغاني، الذي يعد بحق أول مفسر في العصر الحديث.

وفي الفصل الرابع يذكر أن التفسير الحديث قد أدى دورًا رئيسًا في الخدمة الاجتماعية بمعناها الواسع في مصر الحديثة ويرى الكاتب أن أيّ نهضة إنما هي في الحقيقة صدى لتجديد حقيقي يخلص الدين من زيف أضافته إليه عصور الانحطاط، ولا يستطيع منصف أن يتصور النهضة الأوروبية الحديثة من غير إصلاح ديني .. ولقد عرف العالم الإسلامي ما يشبه هذه النهضة في العصر الحديث، فارتبطت الحركة الإصلاحية بالتجديد الديني في كل مكان من العالم الإسلامي على تفاوت معنى التجديد، فكانت الحركة الأحمدية، لأحمد خان وحركة غلام أحمد (١) وحركة الوهابيين، والحركة المهدية في السودان وحركة المنار في مصر، بل إن


= ينكر، من ذلك تفسير البحر المحيط لأبي حيان، وتفسير البيضاوي، وتفسير أبي السعود، على الرغم مما بينها من اختلاف في الاتجاه والأسلوب.
(١) هذه الحركة القاديانية، وهي حركة كافرة بإجماع المسلمين لكن الكاتب ليس له خلفية دينية، فلقد كان المعروف عنه أنه ذو ميول يسارية، وإنها لسقطة كبيرة أن يعد هذه الحركة الكافرة من حركات النهضة والإصلاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>