للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجبتان (العظمتان فوق العانة. وعلى جانبيه الحرقفتان (العظم الجانبي في الحوض) وعظام العجز (أسفل العمود الفقري) والعصعص (أسفل العجز) من خلف له سنادات، ثم أنه ليغطى من أعلى بالمثانة ومن أسفل بالمستقيم) (١). ثم يقارن بين هذه الآية ومثيلتها من سورة الحج فيقول:

(وقد يسأل سائل: لماذا قال الله تعالى في الآية الكريمة السابقة، {فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً} ثم في هذه الآية الكريمة يقول {ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ} فنجيب بأن الله سبحانه هنا يبين أدوار النشاة بتسلسل متبوع (من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة)، ليبين الأطوار التي يمر بها الإنسان. فالنطفة تمر بأطوار، والعلقة لا تبلغ المضغة إلا بعد أن تنقسم في أدوار، أما في الآية السابقة، فقد أرانا الله نصيب كلّ دور، ووقت كلّ طور فجاء بالعطف بالفاء ليبين قصر الدور ويالعطف بـ (ثم) ليبين التعقيب مع التراخي، أي طول هذا الطور) (٢).

ويقول تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: ٤] يقول المفسرون القدامى (على أن نسوي بنانه أي أصابعه التي هي أطرافه، وآخر ما يتم به خلقه. أو على أن نسوي بنانه ونضم سلامياته على صغرها ولطافتها بعضها إلى بعض، كما كانت أولًا من غير نقصان ولا تفاوت) (٣). بينما يأبى العلم الحديث إلا أن ينقاد للقرآن، فيما أخبر به حيث يقرر (أن الأصابع لها مميزات خاصة، لا تتشابه ولا تتقارب. وهذه المميزات لم تعرف لأول مرّة إلا في القرن الماضي، أي بعد نزول الآية باثني عشر قرنًا ونصف تقريبًا. ففي سنة ١٨٨٤ م استعملت رسميًا في إنجلترا طريقة الاستعراف والتعرف بواسطة بصمات الأصابع، في الناس جميعًا، تجد أن بشرة جلدها مغطاة بخطوط بارزة تتفتح بها مسام العرق. وإذا نظر أي إنسان في


(١) بين الطب والإسلام ص ٢١.
(٢) بين الطب والإسلام ص ٢٦.
(٣) الكشاف جـ ٤ ص ٦٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>