ومن غير أن يدركوا شروط المفسر، وأصبحوا ينظرون إلى آيات القرآن الكريم كما ينظرون إلى مقالة أدبية. ويعرض نماذج مما ذكره عباس العقاد، والأستاذ عبد الرزاق نوفل، وكتاب (القرآن - محاولة لفهم عصري) لمصطفى محمود.
والفصل الأخير في المنهج الإلحادي يعرضه للون اللامنهجي في التفسير، وقد ذكر هذا اللون لأنه حرص على استقصاء اتجاهات التفسير، ويتساءل هل أصحاب هذا اللون من التفسير مجانين حقًّا؟ أم أنهم عقلاء كتبوا كما يكتب أولئك، ولماذا فعلوا هذا؟ ويعرض مثالا لذلك تفسير سورة الإخلاص، حيث يقول الذي فسرها وهو محمد أحمد الشمالي: قل خبر مقدم بمعنى فرد لا أحد له، فيقال مثلًا: رجل قل، هو ضمير مبتدأ مؤخر خبره قل وهو أيضًا في مقام مفعول به للجملة الفعلية التي تليه، الله أحد: أي إن الله أحّده بمعنى جعله واحدًا، أو بمعنى جعله حدًا، أو بمعنى جعله حادًا .. " وقد وصف مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في الكويت هذا التفسير بإنه لا يدل على شيء سوى الاختلاط العقلي، ويرى أن صاحبه من المختلين عقليًا، وأنه هذيان لا يبلغه هذيان المحمومين وأنه عبث بآيات الله وبكتابه. ويعرض أخيرًا لرسالة الفتح لصاحبها عبد الرحمن فراج باعتبارها أنموذجًا على هذا اللون.
هذه خلاصة موجزة سريعة لما ورد في هذه الأجزاء الثلاثة لكتاب اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر لصاحبه الدكتور فهد عبد الرحمن بن سليمان الرومي.
وهو جهد مشكور، وكثير مما ذكره لا يخلو من مناقشة، ولكن نخشى أن يطول الكتاب.