وحفصة أن يبيعاها عند وفاته، في دين كان عليه، فباعوها من معاوية، وكانت تُسَمَّى دار القضاء، قال ابن أبي فُديك: سمعت عمي يقول: إن كانت لتسمى دار قضاء الدين، قال: وأخبرني عمي أن الْخَوْخَة الشارعة في دار القضاء غربيّ المسجد هي خوخة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - التي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبقى في المسجد خَوْخَةٌ إلا خَوْخَة أبي بكر"، وقد صارت بعد ذلك إلى مروان، وهوأمير المدينة، فلعلها شُبهة من قال: إنها دار الإمارة، فلا يكون غلطاً، كما قال صاحب "المطالع" وغيره.
وجاء في تسميتها دار القضاء قولٌ آخر، رواه عمر بن شبة في "أخبار المدينة" عن أبي غسان المدنيّ أيضاً، عن عبد العزيز بن عمران، عن راشد بن حفص، عن أم الحكم بنت عبد الله، عن عمتها سهلة بنت عاصم، قالت: كانت دار القضاء لعبد الرحمن بن عوف، وإنما سُمِّيت دار القضاء؛ لأن عبد الرحمن بن عوف اعتَزَل فيها ليالي الشورى حتى قَضَى الأمر فيها، فباعها بنو عبد الرحمن من معاوية بن أبي سفيان، قال عبد العزيز: فكانت فيها الدواوين، وبيت المال، ثم صَيَّرها السفاح رَحْبَةً للمسجد.
وزاد أحمد في رواية ثابت، عن أنس:"إني لقائم عند المنبر"، فأفاد بذلك قوّة ضبطه للقصة؛ لقربه، ومن ثَمّ لم يَرِد هذا الحديث بهذا السياق كله إلا من روايته. انتهى.
وفي رواية سعيد المقبريّ، عن شريك، عن أنس عند البخاريّ:"بينما نحن في المسجد يوم الجمعة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس، فقام رجل، فقال: يا رسول الله … ".
(وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ) جملة في محلّ نصب على الحال، وكذا قوله:(يَخْطُبُ) حال من "قائمٌ"، زاد في رواية قتادة عند البخاريّ في "كتاب الأدب": "بالمدينة"(فَاسْتَقْبَلَ) أي: ذلك الرجل (رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِماً) حال من الفاعل (ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ) قال في "الفتح": هذا يدلّ على أن السائل كان مسلماً، فانتفى أن يكون أبا سفيان، فإنه حين سؤاله لذلك كان لم يسلم. انتهى. (هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ) المراد بهلاكهم عدم وجود ما يَعِيشون به من الأقوات المفقودة بحبس المطر.