للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"يُغيثُنا" بالرفع، وهو الذي وقع في البخاريّ، قال في "الفتح": قوله: "فادع الله يغيثنا"؛ أي: فهو يغيثنا، وهذه رواية الأكثر، ولأبي ذرّ: "أن يغيثنا"، وفي رواية إسماعيل بن جعفر الآتية للكشميهنيّ: "يغثنا" بالجزم، ويجوز الضم في "يُغيثنا" على أنه من الإغاثة، وبالفتح على أنه من الغَيْث، ويُرجِّح الأول قوله في رواية إسماعيل بن جعفر: "فقال: اللهم أغثنا"، ووقع في رواية قتادة: "فادع الله أن يسقينا"، وله في "الأدب": "فاستسق ربك"، قال قاسم بن ثابت: رواه لنا موسى بن هارون: "اللهم أغثنا"، وجائز أن يكون من الغوث، أو من الغيث، والمعروف في كلام العرب: غُثنا؛ لأنه من الغوث.

وقال ابن القطاع: غاث الله عباده غَيْثاً وغياثاً: سقاهم المطر، وأغاثهم أجاب دعاءهم، ويقال: غاث، وأغاث بمعنًى، والرباعي أعلى.

وقال ابن دريد: الأصل غاثه الله يغوثه غَوْثاً، فأغيث، واستُعمِل أغاثه، ومَن فتح أوله فمن الغيث، وَيحْتَمل أن يكون معنى أغثنا: أعطنا غَوْثاً وغَيْثاً. انتهى.

(قَالَ) أنس - رضي الله عنه -: (فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ) أي: إلى السماء، وزاد في رواية للنسائيّ: "ورفع الناس أيديهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعون"، وزاد في رواية: "حذاء وجهه"، ولابن خزيمة: "حتى رأيت بياض إبطيه"، وللبخاريّ في "الجمعة": "فمد يديه ودعا"، زاد في رواية في "الأدب": "فنظر إلى السماء" (١).

(ثُمَّ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا") أي: ثلاث مرّات، قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في جميع النسخ "أغثنا" بالألف، و"يُغيثنا" بضمّ الياء (٢).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "أغثنا" بالهمزة رباعيًّا، هكذا رويناه، ومعناه: هَبْ لنا غَيْثاً، والهمزة فيه للتعدية، وقال بعضهم: صوابه غِثْنا؛ لأنه من غاث، قال: وأما أغثنا، فإنه من الإغاثة، وليس من طلب الغيث، والأول الصواب. انتهى (٣).


(١) راجع: "الفتح" ٣/ ٣٦٢.
(٢) "شرح النوويّ" ٦/ ١٩١.
(٣) "المفهم" ٢/ ٥٤٣.