وقال في "العمدة": "يُغيثنا" بضم الياء في جميع النسخ، و"اللهم أغثنا" بالألف، من باب أغاث يُغيث إغاثةً، من مزيد الثلاثيّ، والمشهور في كتب اللغة أنه يقال في المطر: غاث الله الناسَ والأرضَ يَغِيثهم بفتح الياء، قال القاضي عياض: قال بعضهم: هذا المذكور في الحديث من الإغاثة، بمعنى المعونة، وليس من طلب الغيث، وإنما يقال في طلب الغيث: اللهم أغثنا، قال القاضي: وَيحْتَمِل أن يكون من طلب الغيث؛ أي: هب لنا غيثاً، أو ارزقنا غيثاً، كما يقال: سقاه الله، وأسقاه؛ أي: جعل له سُقْيَا على لغة مَن فرّق بينهما.
وقيل: يَحْتَمِل أن يكون معنى قوله: "اللهم أغثنا" أي: فرِّج عنا، وأدركنا، فعلى هذا يجوز ما وقع في عامة النسخ.
وقال في "المنتهى": يقال: أغاثه الله يُغيثه، والغِياث ما أغاثك الله به، اسم من أغاث، واستغاثني فأغثته.
وقال القزاز: غاثه يَغُوثه غَوْثاً، وأغاثه يُغيثه إغاثةً، فأُمِيت غاث، واستُعْمِل أغاث، ويقول الواقع في بلية: اللهم أغثني؛ أي: فَرِّج عني.
وقال الفراء: الغيث والغوث متقاربان في المعنى والأصل.
وفي "كتاب النبات" لأبي حنيفة الدِّينوَريّ: وقد غِيثت الأرضُ فهي مَغِيثةٌ، ومغيوثةٌ.
وقال أبو الحسن اللحيانيّ: أرض مَغِيثةٌ، ومغيوثةٌ؛ أي: مَسْقِيّة، ومَغِيرة، ومَغيورة، والاسم الْغِيرَة، والْغَيْث، وقال الفراء: الغيث يَغُورنا، ويَغِيرنا، وقد غارنا الله بخير: أغاثنا. انتهى (١).
(قَالَ أنَسٌ) - رضي الله عنه -: (وَلَا وَاللهِ) قال في "الفتح": كذا للأكثر بالواو، ولأبي ذر بالفاء، وفي رواية ثابت:"وايمُ الله"، والتقدير: ولا نرى والله، فحذف الفعل منه؛ لدلالة المذكور عليه (مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ) أي: مجتمع (وَلَا قَزَعَةٍ) بفتح القاف والزاي، بعدها مهملة؛ أي: سحاب متفرق، قال ابن سِيدهْ: القَزَع قِطَعٌ من السحاب رِقَاق، زاد أبو عبيد: وأكثر ما يجيء في الخريف، قاله في "الفتح".