من الإسلام، وقد سبق أن كثيرًا من النصوص التي وردت بلفظ الكفر محمولة على كفر دون كفر، وقد عقد الإمام البخاريّ في "كتاب الإيمان" من صحيحه لذلك بابًا، فقال:"باب كفران العشير، وكفر بعد كفر"، ثم أورد فيه حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -، وفيه:"يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان"، فتأمّله بالإنصاف، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى المذكور أولَ الكتاب قال:
١ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ) الْعَدويّ مولاهم، أبو عبد الرَّحمن المدنيّ، مولى ابن عمر، ثقة [٣](ت ١٢٧)(ع) تقدم في "الإيمان" ١٤/ ١٦٠.
وأما "يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ"، وهو النيسابوريّ، وَ"عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ"، وهو السعديّ المروزيّ، فقد تقدّما قبل ثلاثة أبواب.
وأما "يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ"، وهو المقابريّ البغداديّ، وَ"قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ"، وهو الثقفيّ البغلانيّ، و"إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ"، وهو ابن أبي كثير الأنصاريّ المدنيّ، فقد تقدّموا في الباب الماضي، وكذا شرح الحديث، ومسائله، تقدّمت هناك.
[تنبيه]: هذا الإسناد من رباعيات المصنف - رَحِمَهُ اللهُ -، وهو (٧) من رباعيات الكتاب.
وقوله:(أَيُّمَا امْرِئٍ)"أيّما" أداة شرط، أي: أيّ رجل (قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ) هكذا النسخ التي بين يَدَيّ بإثبات حرف النداء، والذي شرح عليه القرطبيّ بحذف "يا"، ولذا قال في شرحه:"صواب تقييده: كافرٌ" بالتنوين على أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي أنت كافرٌ، أو هو كافرٌ، وربّما قيّده بعضهم