للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تمرّ عليّ ثلاث ليال، وعندي منه شيءٌ، إلا شيء أرصُده لدَين".

قال في "الفتح": قوله: "لو كان لي" زاد في رواية الأعرج، عن أبي هريرة، عند أحمد في أوله: "والذي نفسي بيده"، وعنده في رواية همام، عن أبي هريرة: "والذي نفس محمد بيده".

وقوله: ("ما يَسُرني أن لي أُحُداً ذَهَباً") وفي رواية الأعرج: "لوأنّ أُحُدَكم عندي ذهباً".

وقوله: "ما يَسُرّني أن لا تَمُرّ عليّ ثلاثُ ليالٍ، وعندي منه شيءٌ إلا شيئًا أرصده لدين في رواية الأعرج: "إلا أن يكون شيءٌ أرصُدُه في دين عليّ وفي رواية همام: "وعندي منه دينارٌ أَجِدُ من يقبله ليس شيئًا أرصده في دين عليّ".

قال ابن مالك: في هذا الحديث وقوع التمني بعد "مثل" وجواب "لو" مضارعًا منفيًّا بـ "ما"، وحقُّ جوابها أن يكون ماضيًا مثبتًا، نحو: لو قام لقمت، أو بلم، نحو: لو قام لم أقم.

والجواب من وجهين:

[أحدهما]: أن يكون وَضَعَ المضارع موضع الماضي الواقع جوابًا، كما وقع موضعه وهو شرط في قوله تعالى: {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: ٧].

[ثانيهما]: أن يكون الأصل: ما كان يَسُرُّني، فحذف "كان"، وهو جواب، وفيه ضمير، وهو الاسم، و "يسُرُّني" خبر، وحَذْفُ "كان" مع اسمها، وبقاء خبرها كثيرٌ نظماً ونثراً، ومنه: المرء مَجْزيّ بعمله، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرّ، قال: وأشبه شيء بحذف "كان" قبل "يسُرّني" حذفُ "جَعَلَ" قبل {يُجَادِلُنَا} في قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا} [هود: ٧٤] أي: جعل يجادلنا، والوجه الأول أولى.

وفيه أيضًا وقوع "لا" بين "أَنْ " و "تَمُرّ"، وهي زائدة، والمعنى: ما يسرني أن تمرّ.

وقال الطيبيّ: قوله: "ما يسُرّني" هو جواب "لو" الامتناعية، فيفيد أنه لم يسرّه المذكور بعده؛ لأنه لم يكن عنده مثلُ أُحُد ذهباً، وفيه نوع مبالغة؛ لأنه إذا لم يَسُرّه كثرة ما ينفقه، فكيف ما لا ينفقه؟ قال: وفي التّقييد بالثلاثة تتميم