للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأسود، عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - عند البخاريّ في "اللباس"، لكن بتقديم الزنا على السرقة، كما في رواية الأعمش هنا، ولم يقل: "وإن شرب الخمر"، ولا وقعت في رواية الأعمش، وزاد أبو الأسود: "على رَغْم أنف أبي ذرّ، قال: وكان أبو ذر إذا حَدث بهذا الحديث يقول: وإن رُغِم أنفُ أبي ذر".

وزاد حفص بن غياث في روايته، عن الأعمش، قال الأعمش: قلت لزيد بن وهب: إنه بلغني أنه أبو الدرداء، قال: أشهد لحدثنيه أبو ذر بالرَّبَذَة، قال الأعمش: وحدثني أبو صالح، عن أبي الدرداء نحوه.

وأخرجه أحمد عن ابن نُمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، بلفظ: "إنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة"، نحوه، وفيه: "وإن رغم أنف أبي الدرداء".

[تنبيه]: قال الإمام البخاري -رحمه الله- في بعض النسخ عقب رواية حفص: حديثُ أبي الدرداء مرسلٌ، لا يصحّ، إنما أردنا للمعرفة؛ أي: إنما أردنا أن نذكره للمعرفة بحاله، قال: والصحيح حديث أبي ذرّ، قيل له: فحديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ فقال: مرسل أيضًا، لا يصحّ، ثم قال: اضربوا على حديث أبي الدرداء.

قال الحافظ -رحمه الله-: فلهذا هو ساقط من معظم النسخ، وثبت في نسخة الصغاني، وأوله: قال أبو عبد الله: حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء مرسل، فساقه … إلخ.

ورواية عطاء بن يسار التي أشار إليها، أخرجها النسائي، من رواية محمد بن أبي حَرْملة، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء، "أنه سمع النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقُصّ على المنبر يقول: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦)} [الرحمن: ٤٦]، فقلت: وإن زنى، وإن سرق يا رسول الله؟ قال: "وإن زنى، وإن سرق"، فأعدت فأعاد، فقال في الثالثة قال: "نعم، وإن رغم أنف أبي الدرداء"، وقد وقع التصريح بسماع عطاء بن يسار له، من أبي الدرداء، في رواية ابن أبي حاتم، في "التفسير"، والطبرانيّ في "المعجم"، والبيهقيّ في "الشعب"، قال البيهقيّ: حديث أبي الدرداء هذا غير حديث أبي ذرّ، وإن كان فيه بعض معناه.