للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه آخر]: قد تابع أبا وائل في رواية هذا الحديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، أخرجه الترمذيّ مصحّحًا، ولفظه: "قتال المسلم أخاه كفرٌ، وسبابه فسوقٌ"، ورواه جماعة عن عبد الله بن مسعود موقوفًا ومرفوعًا (١).

قال الجامع عفا الله عنه: ورواه أيضًا النسائيّ (٢٧/ ٤١٠٦) من حديث سعد بن أبي وقّاص أيضًا مرفوعًا، فانتفت بذلك دعوى من زعم أن أبا وائل تفرّد به.

(عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيق بن سلمة (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ) - رضي الله عنه - أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ("سِبَابُ الْمُسْلِمِ) كذا هو في معظم الروايات، ولأحمد عن غُنْدَر، عن شعبة: "المؤمن"، فكأنه رواه بالمعنى، قاله في "الفتح".

والسِّباب والقتال بالكسر مصدرا سابّه وقاتله، كما قال في "الخلاصة":

لِفَاعَلَ الْفِعَالُ وَالْمُفَاعَلَهْ … وَغَيْرُ مَا مَرَّ السَّمَاعُ عَادَلَهْ

و"السّبَابُ" - بكسر السين وتخفيف الموحدة - بمعنى السبّ، وهو الشتم، وهو التكلّم في عرض الإنسان بما يَعِيبه، وفي "المطالع": السباب: المشاتمة، وهي من السبّ، وهو القطع، وقيل: من السَّبّة (٢)، وهي حلقة الدبر، وسُمّي الفاحش من القول بالفاحش من الجسد، كأنها على القول الأول قطع المسبوب عن الخير والفضل، وعلى الثاني كشف عورته وما ينبغي أن يُستَرَ، لأن من شأن السابّ إبداء عورة المسبوب، وفي "العباب": التركيب يدلّ على القطع، ثم اشتقّ منه الشتم، وقال إبراهيم الحربي: السباب أشد من السبّ، وهو أن يقول في الرجل ما فيه وما ليس فيه يريد بذلك عيبه (٣)، وقال غيره: السباب هنا مثل القتال، فيقتضي المفاعلة (٤).


(١) "فتح" ١/ ١٥٤ "كتاب الإيمان" حديث ٤٨.
(٢) "السَّبَّةُ" بالفتح: الاستُ، قاله في "القاموس".
(٣) نقله ابن منده في "كتاب الإيمان" ٢/ ٦٧٢.
(٤) راجع: "عمدة القاري" ١/ ٣١٩، و"فتح الباري" ١/ ١٢١ و ١٥٤ "كتاب الإيمان" حديث رقم (٣٠ و ٤٨).