للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"من" زائدة لتفيد استغراق النفي (إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ) في رواية وكيع، عن الأعمش، عند ابن ماجه: "سيكلمه ربه" (لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ) أي: بين الله تعالى وبين الأحد (تُرْجُمَان) قال في "القاموس": الترجمان بضمّ التاء والجيم، وبفتحهما، وبفتح التاء، وضمّ الجيم: هو المفسّر للسان، وقد ترجمه، وعنه، والفعل يدلّ على أصالة التاء. انتهى (١).

وقال في "المصباح": وتَرْجَم فلانٌ كلامه: إذا بيّنه، وأوضحه، وترجم كلام غيره: إذا عَبَّر عنه بلغةٍ غيرِ لغة المتكلم، واسم الفاعل تَرْجُمان، وفيه لغات: أجودها فتح التاء، وضم الجيم، والثانية ضمهما معًا بجعل التاء تابعةً للجيم، والثالثة فتحهما بجعل الجيم تابعةً للتاء، والجمع: تَرَاجِم، والتاء والميم أصليتان، فوزن ترجم فَعْلَلَ، مثل دحرج، وجعل الجوهري التاء زائدة، وأورده في تركيب رَجَمَ، ويوافقه ما في نسخة من "التهذيب" من باب رَجَمَ أيضًا، قال اللِّحيانيّ: وهو التَّرْجُمَانُ، والتُّرْجُمَانُ، لكنه ذكر الفعل في الرباعيّ، وله وجه، فإنه يقال: لسانٌ مِرْجَمٌ: إذا كان فصيحًا قوّالًا، لكن الأكثر على أصالة التاء. انتهى (٢).

[تنبيه]: لم يُذْكَر في هذه الرواية ما يقول، وبَيَّنه في رواية البخاريّ في "الزكاة" من طريق مُحِلّ بن خَلِيفة، عن عديّ بن حاتم -رضي الله عنه- بلفظ: "ثم لَيَقِفَنّ أحدكم بين يدي الله، ليس بينه وبينه حجابٌ، ولا ترجمان يُترجِم له، ثم ليقولنّ له: "ألم أوتك مالًا؟، فيقولنّ: بلى، ثم ليقولنّ: ألم أرسل إليك رسولًا؟، فليقولنّ بلى … " الحديث، وفي رواية له في "المناقب": "وليلقينّ الله أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولنّ له: ألم أبعث إليك رسولًا، فيبلّغك؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أُعطك مالًا، وأُفضل عليك؟ فيقول: بلى … " (٣).

(فَيَنْظُرُ) ذلك الأحد (أَيْمَنَ مِنْهُ) أي: في الجانب الذي على يمينه (فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ) أي: من أعماله الصالحات، وللترمذيّ من رواية أبي معاوية


(١) "القاموس المحيط" ٤/ ٨٣.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٧٤.
(٣) "الفتح" ٤/ ٢٣٣ و ٨/ ٢٧٢.