للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(أَوَ خَيْرٌ هُوَ؟) ووقع في مرسل سعيد المقبريّ، عند سعيد بن منصور: "أو خيرٌ هو؟ " مكرّرًا ثلاث مرّات، وهو استفهام إنكار؛ أي إن المال ليس خيرًا حقيقيًّا، وإن سُمّي خيرًا؛ لأن الخير الحقيقيّ هو ما يَعْرِض له من الإنفاق في الحقّ، كما أنّ الشرّ الحقيقيّ فيه ما يَعرِض له من الإمساك عن الحقّ، والإخراج في الباطل، وما ذُكر في الحديث بعد ذلك من قوله: "وإن هذا المال خَضِرَةٌ حُلْوة" كضرب المثل بهذه الجملة. انتهى (١).

(إِنَّ كُل مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ) -بفتح الراء، وكسر الموحّدة-: قيل: هو الفصل المشهور بالإنبات، وقيل: النهر الصغير المنفجر عن النهر الكبير.

وقال القرطبيّ. الْجَدْوَل الذي يُسقَى به، والجمع أربعاء، والجدول: النهر الصغير الذي ينفجر من النهر الكبير.

وقال في "المصباح": والرَّبِيع الجدولُ، وهو النهر الصغير، قال الجوهريّ: وجمع ربيع أَرْبِعَاءُ، وأَرْبِعَةٌ، مثلُ نصيبٍ، وأنصباءَ، وأنصبةٍ، وقال الفرّاء: يُجمع رَبيع الكلإِ، وربيع الشهور أَرْبِعَةً، وربيع الجدول أَرْبِعَاء، ويصغّر رَبيع على رُبَيِّعٍ، وبه سمّيت المرأة، ومنه الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عَفْراء. انتهى.

ويَحْتَمِل أن يكون معنى الربيع: المطر النازل في وقت الربيع، ففي "اللسان": والرَّبيع أيضًا لمطر الذي يكون في الربيع. انتهى.

[تنبيه]: لفظ هذه الرواية "إن كلَّ ما يُنبت الربيع"، ولفظ الرواية التالية: "إن كلّ ما أنبت الربيع"، هاتان الروايتان محمولاتان على الرواية الثالثة بلفظ: "وإن مما يُنبت الربيع"، فتقدّر فيهما "من"، فهو من باب: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} [الأحقاف: ٢٥] {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: ٢٣]، أفاده النوويّ رحمهُ اللهُ. انتهى (٢).

وجعل في "الفتح" "مِن" في قوله: "مما ينبت" للتكثير، لا للتبعيض ليوافق رواية: "كلّ ما أنبت".

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: ما ذكره النوويّ من حمل رواية "كلّ" على رواية "مما"، من كون المقصود هنا التبعيض أوضح مما قاله في "الفتح"، فتأمله بالإمعان، والله تعالى أعلم.


(١) "الفتح" ١٣/ ٢٤.
(٢) "شرح مسلم" ٧/ ١٤٤.