للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"الفتح": هكذا للأكثر بالتثنية فيهما مع الشكّ، هل هي تثنية يَدٍ، أو ثَدْيٍ بالمثلثة؟ وفي رواية المستملي هنا بالمثلثة فيهما، فالشك عنده، هل هو الثدي بالإفراد، أو بالتثنية؟ ووقع في رواية الأوزاعيّ: "إحدى يديه" تثنية يَدٍ، ولم يشكّ، وهذا هو المعتمد، فقد وقع في رواية شعيب، ويونس: "إحدى عضديه". انتهى (١).

وقوله: (مِثْلُ ثَدْي الْمَرْأَةِ) قال الفيّوميّ رَحِمَهُ اللهُ: الثَّدْيُ للمرأة، وقد يقال في الرجل أيضًا، قاله ابنَ السّكّيت، ويُذكّر، ويؤنّث، فيقال: هو الثدي، وهي الثدي، والجمع: أَثْدٍ، وثُدِيّ، وأصلهما أَفْعُلٌ، وفُلولٌ، مثلُ أفلس وفُلُوس، وربّما جُمع على ثِدَاءٍ، مثل سَهْم وسِهَام. انتهى (٢).

وقوله: (أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ) -بفتح الموحدة لا غير، وسكون المعجمة-: أي القطعة من اللحم، والجمع بَضَعَاتٌ، وبِضَعٌ، وبِضَاع، مثلُ تَمْرة وتَمْر، وسَجَدَ ات، وبِدَرٍ، وصِحَاف.

وقوله: (تَتَدَرْدَرُ) -بفتح التاءين، ودالين مهملتين مفتوحتين، بينهما راء ساكنة، وآخره راء- وفي رواية البخاريّ: "تَدَردر" على حذف إحدى التاءين، ومعناه: تضطرب، وتتحرك، وتذهب، وتجيء، وأصله حكاية صوت الماء في بطن الوادي إذا تدافع.

وفي رواية عَبِيدة بن عمرو، عن عليّ الآتية: "فيهم رجل مُخْدَج اليد، أو مُودن اليد، أو مَثْدُون اليد"، والْمُخْدَج -بخاء معجمة، وجيم- والْمُودَن بوزنه، والْمَثْدُون -بفتح الميم، وسكون المثلثة- وكلها بمعنًى، وهو الناقص، وله من رواية زيد بن وهب، عن عليّ: "وآية ذلك أن فيهم رجلًا له عضد، ليس له ذراع، على رأس عضده مثل حَلَمة الثدي، عليه شَعَرات بِيضٌ"، وعند الطبريّ من وجه آخر: "فيهم رجلٌ مُجْدَع اليد، كانها ثدي حبشية"، وفي رواية أفلح بن عبد الله: "فيها شعرات، كأنها سخلة سبع"، وفي رواية أبي بكر مولى الأنصار: "كثدي المرأة، لها حَلَمة كحلمة المرأة، حولها سبع هلبات"، وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع، عن عليّ الآتية: "منهم أسود، إحدى يديه طُبْيُ شاة، أو حَلَمة ثدي".


(١) "الفتح" ١٦/ ١٨٣.
(٢) "المصباح" ١/ ٨٠.