عليّ -رضي الله عنه- أنهم خير الفرق، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "تقتلهم أَولَى الطائفتين بالحقّ"، ولا خلاف في أن عليًّا -رضي الله عنه- قتلهم، ففرقته خير فرقة، وهذا اللفظ يدلّ على أن ما وقع بين عليّ وبين معاوية فيه لله تعالى حُكْمٌ معيَّنٌ، وأن عليًّا -رضي الله عنه- هو الذي أصابه، والله تعالى أعلم. انتهى (١).
وقوله:(قَالَ أَبُو سَعِيدٍ) أي الخدريّ -رضي الله عنه-، وهو متّصلٌ بالسند المذكور (فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) وفي رواية: "قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-"، وفي رواية:"سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يخرج في هذه الأمة"، وفي رواية:"حضرت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ".
(وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- قَاتَلَهُمْ، وَأَنَا مَعَهُ) ووقع في رواية أفلح بن عبد الله: "وحضرت مع عليّ يوم قتلهم بالنهروان"، ونسبة قتلهم لعليّ -رضي الله عنه-؛ لكونه كان القائم في ذلك، وسيأتي من رواية سُوَيد بن غَفَلة، عن عليّ -رضي الله عنه- أمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بقتلهم، ولفظه:"فأينما لقيتموهم فاقتلوهم".
قال في "الفتح": وله شواهده، ومنها حديث نصر بن عاصم، عن أبي بكرة، رفعه:"إن في أمتي أقوامًا يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، فإذا لقيتموهم، فأنيموهم"؛ أي فاقتلوهم، أخرجه الطبريّ، وتقدم في حديث أبي سعيد:"لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد، وثمود"، وأخرج الطبريّ من رواية مسروق، قال: قالت لي عائشة: مَن قَتَل المخدَج؟ قلت: عليّ، قالت: فأين قتله؟ قلت: على نهر يقال لأسفله: النَّهْروان، قالت: ائتني على هذا ببينة، فأتيتها بخمسين نفسًا، شهدوا أن عليًّا قتله بالنهروان. أخرجه أبو يعلى، والطبريّ.
وأخرج الطبرانيّ في "الأوسط" من طريق عامر بن سعد، قال: قال عمار لسعد: "أما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يخرج أقوام من أمتي، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة، يقتلهم عليّ بن أبي طالب"؟ قال: إي والله.
[تنبيه]: وأما صفة قتالهم وقتلهم، فوقعت عند مسلم في رواية زيد بن وهب الجهنيّ الآتية: "أنه كان في الجيش الذين كانوا مع عليّ حين ساروا إلى