للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التابعين، وقد قيل: إن له صحبةً (قَالَ: قَالَ عَلِى) كذا في رواية المصنّف رَحِمَهُ اللهُ بتكرار لفظة "قال"، وكذا هو عند البخاريّ في آخر "فضائل القرآن"، من رواية الثوريّ، عن الأعمش، بهذا السند، ففاعل "قال" الأول ضمير سُويد، ووقع عند البخاريّ في "استتابة المرتدّين" بلفظ: "قال عليّ" بلا تكرار، فقال في "الفتح": هو على حذف "قال"، وهو كثير في الخطّ والأولى أن يُنْطَق به.

قال: وعند النسائيّ من هذا الوجه: "عن عليّ"، قال الدارقطنيّ: لم يصحّ لسويد بن غَفَلَة عن عليّ مرفوعٌ إلا هذا، قال الحافظ: وما له في الكتب الستة، ولا عند أحمد غيرُهُ، وله في "المستدرك" من طريق الشعبيّ عنه: قال: خطب عليّ بنت أبي جهل، أخرجه من طريق أحمد، عن يحيى بن أبي زائدة، عن زكريا، عن الشعبيّ، وسنده جيّد، لكنه مرسل، لم يقل فيه: عن عليّ. انتهى.

(اِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) قال في "الفتح": في رواية يحيى بن عيسى سببٌ لهذا الكلام، فأول الحديث عنده: عن سُويد بن غَفَلة، قال: كان عليّ يَمُرّ بالنهر، وبالساقية، فيقول: صدق الله ورسوله، فقلنا: يا أمير المؤمنين، ما تزال تقول هذا؟ قال: إذا حدثتكم إلخ، وكان عليّ في حال المحاربة يقول ذلك، وإذا وقع له أمر يوهم أن عنده في ذلك أثرًا، فخَشِي في هذه الكائنة أن يظنُّوا أن قصة ذي الثُّدَيّة من ذلك القبيل، فأوضح أن عنده في أمره نصًّا صريحاً، وبَيَّن لهم أنه إذا حدّث عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لا يَكْنِي، ولا يُعَرِّض، ولا يُوَرِّي، وإذا لم يُحَدِّث عنه فعل ذلك؛ لِيَخْدَع بذلك من يحاربه، ولذلك استدلّ بقوله: "الحرب خدعة". انتهى.

(فَلَأَنْ أَخِرَّ) بكسر الخاء المعجمة؛ أي أسقط (مِنَ السَّمَاءِ) زاد أبو معاوية، والثوريّ في روايتهما: "إلى الأرض"، أخرجه أحمد عنهما، ووقع في رواية يحيى بن عيسى: "أخِرّ من السماء، فتخطفني الطير، أو تهوي بي الريح في مكان سحيق " (أَحَمث إِلَئَ مِنْ أَنْ أقُولَ عَلَيْهِ) أي على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (مَا لَمْ يَقُلْ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) في رواية يحيى بن عيسى: "عن نفسي"، وفي رواية الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عليّ: "قام فينا عليّ عند أصحاب النهر، فقال: ما سمعتموني أحدثكم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فحدِّثوا به، وما