للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ادْعُوَا) فعل أمر للاثنين، من دعا يدعو (لِي مَحْمِيَةَ") -بميم مفتوحة، ثم حاء مهملة ساكنة، ثم ميم أخرى مكسورة، ثم ياء مخففة- على وزن مَفْعِلة، من حَمَيتُ المكان أَحْميه، وهو ابن جَزْء -بجيم مفتوحة، ثم زاي ساكنة، ثم همزة- بوزن كَلْب، هذا هو الأصح، قال القاضي عياض: هكذا يقوله عامّة الحفاظ، وأهل الإتقان، ومعظم الرواة، وقال عبد الغنيّ بن سعيد: يقال: جَزِي بكسر الزاي؛ يعني وبالياء، قال النوويّ: وكذا وقع في بعض النسخ في بلادنا، قال القاضي: وقال أبو عبيد: هو عندنا جَزّ مشدد الزاي (١).

وقال في "الإصابة: "مَحْمِيَةُ": -بفتح أوله، وسكون ثانية وكسر ثالثه، ثم تحتانيّة مفتوحة- ابن جَزْء -بفتح الجيم، وسكون الزاي، ثم همزة- ابن عبد يغوث الزُّبَيْديّ -بضم أوله- حَلِيف بني سهم من قريش، كان قديم الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، وكان عامل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الأخماس، ثبتٌ ذكره بذلك في "صحيح مسلم"، ثم ذَكر حديث الباب.

قال: وفي المغازي أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- استوهب من أبي قتادة جارية وَضِيئةً، فوهبها لمحمية بن جَزْء، قيل: إنه شَهِد بدرًا، فيما ذكر ابن الكلبيّ، وقال الوأقديّ: أول مشاهده الْمُرَيسِيع، وقال أبو سعيد بن يونس: شَهِد فتح مصر، ولا أعلم له رواية. انتهى (٢).

(وَكَانَ عَلَى الْخُمُسِ) أي كان مَحْمية -رضي الله عنه- واليًا على الخمس (وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) بن هاشم بن عبد مناف القرشيّ الهاشميّ، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن حبان: له صحبة، وقال الزبير بن بكار: كان أسنّ من أسلم من بني هاشم، حتى من عمّيه حمزة والعباس، وقال ابن إسحاق: أُسِر نوفل يوم بدر، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- للعباس: "فادِ نفسك، وابني أخيك، نوفلًا، وعَقِيلاً"، ولما أسلم آخى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين العباس.

وأخرج ابن سعد من طريق إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، قال: لَمّا أُسر نوفل يوم بدر، قال له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "افْدِ نفسك برماحك التي


(١) "المفهم" ٣/ ١٢٨ - ١٢٩، و"الإكمال" ٣/ ٦٣٠، و"شرح النووي" ٧/ ١٨١.
(٢) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٦/ ٤٤.