للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بِجُدّة فقال: والله ما عَلِمَ أحد أن لي بِجُدّة رماحًا بعد الله غيري، أشهد أنك رسول الله، ففدى نفسه بها، وكانت ألف رُمْح.

قال الدارقطنيّ في كتاب "الإخوة": مات نوفل بن الحارث في خلافة عُمر لسنتين مضتا منها بالمدينة، ولم يُسند شيئًا، وقال ابن عبد البرّ: مات في أيام عمر، فمشى في جنازته (١).

(قَالَ) عبد المطّلب (فَجَاءَاهُ) أي مَحْمية، ونوفل بن الحارث (فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: "أنكِحْ) بقطع الهمزة؛ لأنه أمر أَنْكَحَ الرباعيّ، وقوله: (هَذَا الْغُلَامَ) مفعول أول، وقوله: (ابْنَتَكَ") مفعول ثان (لِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ) أي قال -صلى الله عليه وسلم- الكلام، ووجه هذه الإشارة لأجل الفضل بن عبّاس -رضي الله عنهما- (فَأَنكَحَهُ) أي أنكح محمية الفضل ابنته (وَقَالَ لِنَوْفَل بْنِ الْحَارِثِ: "أنكِحْ هَذَا الْغُلَامَ ابْنَتَكَ") وقوله: (لِي) أي قال هذا لأجلي (فَأَنَكَحَنِي، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: "أَصْدِقْ) بقطع الهمزة أيضًا، من الإصداق؛ أي ادفع الصداق، وهو المهر، وفيه لغات، تقدّمت نظمًا.

وقوله: (عَنْهُمَا) متعلّق ب "أصدِقْ"، وكذا قوله: (مِنَ الْخُمُسِ) يَحْتَمِل أن يريد من سهم ذوي القربى من الخمس؛ لأنهما من ذوي القربى، وَيحْتَمِل أن يريد من سهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من الخمس، قاله النوويّ (٢) رحمه الله.

وقوله: (كَذَا وَكَذَا،) كناية عن عدد الصداق المدفوع عنهما (قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ يُسَمِّهِ لِي) أي لم يذكر عبد الله بن الحارث بن نوفل الذي حدّثني بهذا الحديث عدد الصداق المدفوع. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٦/ ٤٧٩.
(٢) "شرح النوويّ " ٧/ ١٨٠.