حفصة:"يَلْطِم وجهه"، ولحجاج بن أرطاة:"يدعو ويله"، وفي مرسل ابن المسيّب عند الدارقطنيّ:"ويحثي على رأسه التراب".
واستُدِلّ بهذا على جواز هذا الفعل والقول، ممن وقعت له معصية، ويُفَرَّق بذلك بين مصيبة الدين والدنيا، فيجوز في مصيبة الدين؛ لِمَا يُشعر به الحال من شدّة الندم، وصحة الإقلاع.
ويَحْتَمِل أن تكون هذه الواقعة قبل النهي عن لطم الخدود، وحلق الشعر عند المصيبة، قاله في "الفتح".
قال الجامع عفا الله عنه: عندي هذا الاحتمال هو الأقرب والأشبه، فتأمل، والله تعالى أعلم.
وفي رواية البخاريّ من طريق منصور، عن الزهريّ:"جاء رجل إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن الآخر وقع على امرأته في رمضان"، والآخر - بهمزة مفتوحة، وخاء معجمة مكسورة، بغير مدّ - هو الأبعد، وقيل: الغائب، وقيل: الأرذل.
(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (وَمَا أَهْلَكَكَ؟ ") وفي نسخة: "وماذا أهلكك؟ "، وفي رواية للبخاريّ: "قال: مالَكَ؟ " بفتح اللام، وهو استفهام عن حاله، وفي رواية عُقيل: "ويحك ما شأنك؟ "، ولابن أبي حفصة: "وما الذي أهلكك؟ "، ولعمرو: "ما ذاك؟ "، وفي رواية الأوزاعيّ: "ويحك ما صنعتَ؟ ".
(قَالَ) الرجل (وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي) وفي رواية ابن إسحاق: "أصبت أهلي"، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - الآتي: "وَطِئت امرأتِي" (فِي رَمَضَانَ) وفي البخاريّ: "وقعت على امرأتي، وأنا صائمٌ"، فقوله: "وأنا صائم" جملة حاليّة من قوله: "وقعت"، فيؤخذ منه أنه لا يشترط في إطلاق اسم المشتقّ بقاءُ المعنى المشتقّ منه حقيقةً؛ لاستحالة كونه صائمًا مجامعًا في حالة واحدة، فعلى هذا قوله: "وَطِئتُ" أي شرعت في الوطء، أو أراد: جامعت بعد إذ أنا صائمٌ، ووقع في رواية عبد الجبار بن عمر: "وقعت على أهلي اليومَ، وذلك في رمضان" (١).