للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَمَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا) تثنية "لابة"، والضمير للمدينة، قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "اللابتان": هما الْحَرّتان، والمدينة بين حرتين، والْحَرَّة: هي الأرض الْمُلَبَّسة حجارةً سُودًا، ويقال: لابةٌ، ولُوبةٌ، ونُوبةٌ، بالنون، حكاهنّ أبو عبيد، والجوهريّ، ومن لا يُحصَى من أهل اللغة، قالوا: ومنه قيل للأسود: لُوبيّ، ونُوبيّ، با للام والنون، قالوا: وجمع اللابة لُوْبٌ، ولابٌ، ولاباتٌ، وهي غير مهموزة. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: اللَّابَةُ: الْحَرَّةُ، وهي الأرض ذات الحجارة السُّود، والجمع لَابٌ، مثلُ ساعة وسَاعٍ. انتهى (٢).

وفي رواية البخاريّ: "فوالله ما بين لابتيها، يريد الحرتين"، وقوله: "يريد الحرّتين" من كلام بعض رواته، زاد في رواية ابن عيينة ومعمر: "والذي بعثك بالحق"، ووقع في حديث ابن عمر: "ما بين حرتيها"، وفي رواية الأوزاعيّ: "والذي نفسي بيده ما بين طنبي المدينة"، وهو تثنية طُنُب، وهو بضم الطاء المهملة، بعدها نون، والطُّنُبُ أحد أطناب الخيمة، فاستعاره للطَّرَف.

(أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ) أي إلى هذا الطعام، فقوله: "أهلُ" بالرفع على أنه اسم "ما" النافية الحجازيّة، و"أحوج" بالنصب على أنه خبرها، ويَحْتَمِل أن تكون "ما" تميميّة، لا تعمل، فـ "أهلُ" بالرفع على الابتداء، و"أحوجُ" بالرفع على أنه خبر المبتدأ، أفاده الزركشيّ وغيره.

وقال البدر الدمامينيّ: وكذا إن جُعلت "ما" حجازيّة ملغاة من عمل النصب، (مِنَّا) وفي رواية البخاريّ: "أفقر من أهل بيتي"، وفي رواية عُقيل: "ما أحدٌ أحقّ به من أهلي، ما أحد أحوج إليه مني"، وفي مرسل سعيد، من رواية داود عنه: "والله ما لعيالي من طعام"، وفي حديث عائشة عند ابن خزيمة: "ما لنا عشاءُ ليلة".

(فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ) بفتح الهمزة: جمع ناب، وهو السنّ الذي بعد الرَّبَاعية، وهي أربعة، وقال الفيّوميّ: الناب من الأسنان مذكّرٌ ما دام له هذا الاسم، والجمع أنيابٌ، وهو الذي يلي الرَّبَاعيات، قال ابن سينا: ولا


(١) "شرح النوويّ" ٧/ ٢٢٦.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٦٠.