وقوله:(عَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ الله)"عليكم" اسم فعل منقول من الجارّ والمجرور، بمعنى "الْزَمُوا"، و"برخصة الله" الباء زائدة، و"رخصة الله " مفعول به و"عليكم"، وقيل: إن الباء للتعدية، فيكون المعنى: استمسكوا برخصة الله، و"الرخصة" وزان غُرْفة، وتضم الخاء للإتباع، والجمع رُخَص، ورُخُصَات مثل غُرَف، وغُرُفات: التسهيلُ في الأمر والتيسيرُ فيه، والمعنى هنا: استمسكوا بتسهيل الله تعالى لكم فيما شَرَع لكم من الفطر في السفر، كما قال الله تعالى:{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥] الآية.
قال ابن دقيق العيد رحمه الله: قوله: "عليكم برخصة الله التي رَخَّصَ لكم" دليل على أنه يُستحبّ التمسك بالرخصة إذا دعت الحاجة إليها، وترك التنطع والتعمّق، ومن لم يشق عليه الصوم فهو له أفضل؛ مسارعة لبراءة الذمّة، ولفضيلة الوقت. انتهى (١).