للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): أن نصفه الأول مسلسلٌ بالمصريين، والثاني بالمدنيين.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ.

شرح الحديث:

(عَن ابْنِ شِهَاب، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن عوف، قال في "الفتح": هكذا رواه مالك، وتابعه يونس، وصالح بن كيسان، وابن عيينة، وغيرهم، وقال الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وقال النعمان بن راشد، عن الزهريّ، عن السائب بن يزيد، كلاهما عن معاوية، والمحفوظ رواية الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، قاله النسائي وغيره. انتهى.

(أنهُ سَمِعَ مُعَاوِيةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ) - رضي الله عنهما -، وهو وأبوه من مسلمة الفتح، وقيل: أسلم معاوية في عمرة القضاء، وكتم إسلامه، وكان - رضي الله عنه - أميرًا عشرين سنةً، وخليفةً عشرين سنةً، وكان يقول: أنا أول الملوك. حال كونه (خَطِيبًا بِالْمَدِينَةِ) النبويّة (يَعْنِي فِي قَدْمَةٍ) العناية من أحد الرواة، ولم يتبيّن لي من هو؟، و"القدمة" بفتح، فسكون: المرّة من القدوم؛ أي قال ذلك في مرّة من قدومه المدينة، فإنه كانت له قَدَمات إليها من الشام (قَدِمَهَا) بكسر الدال، من قَدِمَ الرجلالبلد يَقْدمه، من باب تَعِبَ قُدُومًا، ومَقْدَمًا بفتح الميم، والدال: دخله.

وفي رواية البخاريّ من طريق مالك، عن ابن شهاب: "عام حجّ على المنبر"، قال في "الفتح": وكأنه تأخر بمكة، أو المدينة في حجته إلى يوم عاشوراء، وذكر أبو جعفر الطبريّ أن أول حجة حَجَّها معاوية بعد أن استُخْلِف كانت في سنة أربع وأربعين، وآخر حجة حجها سنة سبع وخمسين، قال الحافظ: والذي يظهر أن المراد بها في هذا الحديث الحجة الأخيرة. انتهى.

(خَطَبَهُمْ) أي خطب أهل المدينة (يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ، يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ؟) قال القاضي عياض وغيره: هذا يدلّ على أنه سمع من يوجبه، أو يُحَرَّمه، أو يكرهه، فأراد إعلامهم أنه ليس كذلك، واستدعاؤه العلماء تنبيهًا لهم على الحكم، أو استعانة بما عندهم على ما عنده، أو توبيخًا أنه رأى، أو