للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جِدَادهم، وقِطَافهم، وإدراك غلّاتهم، وكان الأمر على ذلك حتى أرّخ عمر -رضي الله عنه- بسنة الهجرة. انتهى (١).

وقال في "الفتح": الخريف زمان معلوم من السنة، والمراد هنا العامُ، وتخصيص الخريف بالذكر، دون بقية الفصول -الصيف، والشتاء، والربيع- لأن الخريف أزكى الفصول؛ لكونه تُجنَى فيه الثمار، ونقل الفاكهيّ أن الخريف تجتمع فيه الحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة، دون غيره، ورُدّ بأن الربيع كذلك، قال القرطبيّ: وَرَدَ ذكرُ السبعين لإرادة التكثير كثيرًا. انتهى.

ويؤيّده -كما قال الحافظ- ما رواه النسائيّ من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه-، وما رواه الطبرانيّ عن عمرو بن عَبَسَة، وأبو يعلى عن معاذ بن أنس، فقالوا جميعًا في رواياتهم: "مائة عام" (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: خلاصة ما تقدّم أن قوله: "سبعين خريفًا" ليس للتحديد، وإنما هو للتكثير بدليل روايته بلفظ: "مائة عام".

والحاصل أنه لا تعارض بين رواية "سبعين"، ورواية "مائة"؛ لكون المراد التكثير، لا التحديد.

ويُحتَمَل أن الله تعالى وعد الصائم في سبيل الله بإبعاد جهنّم عنه مسيرة سبعين خريفاً، ثم تفضّل الله تعالى بالزيادة على ذلك، حتى كان مسيرة مائة عام، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- هذا متّفق عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣٣/ ٢٧١١ و ٢٧١٢ و ٢٧١٣] (١١٥٣)، و (البخاريّ) في "الجهاد" (٢٨٤٠)، و (الترمذيّ) في "كتاب فضائل الجهاد" (١٦٢٣)، و (النسائيّ) في "الصيام" (٤/ ١٧٣ - ١٧٤)، و (ابن ماجه) في


(١) انظر: "زهر الربى" ٤/ ١٧٢.
(٢) المصدر السابق.