القصة؛ لأن ليلة القدر لو عُيِّنت في ليلة بعينها حصل الاقتصار عليها، ففاتت العبادة في غيرها، وهذا - والله أعلم - هو المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وعسى أن يكون خيرًا لكم"، كما في حديث عبادة بن الصامت في "صحيح البخاريّ".
٨ - (ومنها): جواز استعمال رمضان بدون شهر.
٩ - (ومنها): استحباب الاعتكاف في رمضان، وترجيح اعتكاف العشر الأواخر منه.
١٠ - (ومنها): أن من الرؤيا ما يقع تعبيره مطابقًا للواقع.
١١ - (ومنها): ترتب الإحكام على رؤيا الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -.
١٢ - (ومنها): أن في أول قصة أبي سلمة مع أبي سعيد الخدريّ الآتي في الرواية الثالثة المشيّ في طلب العلم، وإيثار المواضع الخالية للسؤال، وإجابة السائل لذلك، واجتناب المشقة في الاستفادة، وابتداء الطالب بالسؤال.
١٣ - (ومنها): استحباب تقديم الخطبة على التعليم، وتقريب البعيد في الطاعة، وتسهيل المشقة فيها بحسن التلطّف، والتدريج إليها.
[تنبيه]: تقدّم في حديث عبادة بن الصامت عند البخاريّ أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرُفعت".
قوله: "لأخبركم بليلة القدر" أي بتعيين ليلة القدر.
وقوله: "فرُفعت" أي رُفع من قلبي، فنسيت تعيينها؛ للاشتغال بالمتخاصمين، وقيل: المعنى: فرُفعت بركتها في تلك السنة، وقيل: "التاء" في رُفِعتْ للملائكة، لا لليلة.
وقال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قال بعضهم: رُفِعت؛ أي معرفتها، والحامل له على ذلك أن رفعها مسبوق بوقوعها، فإذا وقعت لَمْ يكن لرفعها معني، قال: ويمكن أن يقال: المراد برفعها أنَّها شَرَعت أن تقع، فلما تخاصما رُفعت بعدُ، فنَزَّل الشروع منزلة الوقوع.
وإذا تقرر أن الذي ارتفع علم تعيينها تلك السنة، فهل أُعلم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك بتعيينها؟ فيه احتمالٌ، وقد نُقل عن ابن عيينة أنه أُعْلِم.
ورَوَى محمد بن نصر، من طريق وأهب المغافريّ، أنه سأل زينب بنت