للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ) ابن محمد، أبو محمد الْجُهنيّ مولاهم المدنيّ، صدوقٌ، كان يُحدّث من كتب غيره، فيُخطئ [٨] (ت ٦ أو ١٨٧) (ع) تقدم في "الإيمان" ٨/ ١٣٥.

والباقون ذُكروا قبله، و"يزيد": هو ابن الهاد.

وقوله: (فَلْيَثْبُتْ فِي مُعْتكَفِهِ) أي: بالثاء المثلّثة.

وقوله: (وَقَالَ: وَجَبِينُهُ مُمْتَلِئًا طِينًا وَمَاءً) قال النوويّ رحمه الله: كذا هو في معظم النسخ "ممتلئًا" بالنصب، وفي بعضها: "ممتلئ"، ويُقدّر للمنصوب فعل محذوف؛ أي: وجبينه رأيته ممتلئًا.

قال: ولا يخالف ما تأوّلناه؛ لأن الجبين غير الجبهة، فالجبين في جانب الجبهة، وللإنسان جبينان يكتنفان الجبهة، ولا يلزم من امتلاء الجبين امتلاء الجبهة. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: قد عرفت أنه لا حاجة للتأويل المذكور؛ لأن الحقّ جواز السجود على الحائل؛ للأدلّة الصحيحة على ذلك، فلا تغفل.

[تنبيه]: رواية الدراورديّ، عن يزيد بن الهاد هذه ساقها البخاريّ رحمه الله في "صحيحه" مقرونًا بابن أبي حازم، فقال:

(٢٠١٨) - حدّثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدّثني ابن أبي حازم، والدَّراورديّ، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدريّ منه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حينَ يُمسي من عشرين ليلةً تمضي، ويَستَقْبِل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس، فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: "كنت أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتَكَفَ معي، فليثبت في مُعْتَكَفه، وقد أريت هذه الليلة، ثم أنسيتها، فابتغوها في العشر الأواخر، وابتغوها في كلّ وتر، وقد رأيتني أَسْجُد في ماء وطينًا، فاستَهَلَّت السماء في تلك الليلة، فأمْطَرت، فوَكَف المسجد في مُصَلَّى


(١) "شرح النوويّ" ٨/ ٦١.