للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حينئذ قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: ١٩٦]، ووجه الدلالة منه على المطلوب عموم الأمر بالإتمام، فإنه يتناول الهيئآت والصفات، والله أعلم. انتهى (١).

وقال في موضع آخر: ويستفاد منه أن المأمور به، وهو الإتمام يستدعي وجوب اجتناب ما يقع في العمرة. انتهى.

(فَسُتِرَ) بالبناء للمفعول أيضًا (بِثَوْبٍ) سيأتي في رواية رباح بن أبي معروف، عن عطاء أن الذي ستره هو عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -، ولفظه: "وكان عمر يستره إذا أُنزل عليه الوحي يُظلّه" (وَكَانَ يَعْلَى يَقُولُ: وَدِدْتُ) بكسر الدال الأول؛ أي: تمنّيت (أَنِّي أَرَى) بالبناء للفاعل (النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -) وقوله: (وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ) جملة في محلّ نصب على الحال من "النبيّ - صلى الله عليه وسلم - "، وفي رواية رباح: "فقلت لعمر - رضي الله عنه -: إني أُحبّ إذا أُنزل عليه الوحي أن أُدخل رأسي معه في الثوب"، وفي رواية ابن جريجٍ: "أن يعلى كان يقول لعمر بن الخطّاب - صلى الله عليه وسلم -: ليتني أرى نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - حين يُنْزَل عليه".

(قَالَ) يعلى (فَقَالَ) فيه حذف الفاعل، وهو عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - بيّنته الروايات الأخرى، ويدلّ عليه أيضًا قوله الآتي: "فرفع عمر … إلخ".

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "فقال: أيسُرّك … إلخ" هكذا هو في جميع النسخ: "فقال: أيَسُرُّك"، ولم يبين القائلَ من هو؛ ولا سَبَقَ له ذِكْر، وهذا القائل هو عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، كما بيّنه في الرواية التي بعد هذه. انتهى (٢).

(أَيَسُرُّكَ) بفتح أوله، وضمّ السين المهملة، وتشديد الراء، يقال: سَرّه يَسُرُّهُ سُرُورًا بالضمّ، والاسم السَّرُورُ بالفتح: إذا أفرحه، والْمَسَرَّةُ منه، وهو ما يُسَرُّ به الإنسان، والجمع: الْمَسَارّ، قاله الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ - (٣).

(أَنْ تَنْظُرَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) وقوله: (وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ؟) في محل نصب على الحال كالسابق (قَالَ: فَرَفَعَ عُمَرُ) بن الخطّاب (طَرَفَ الثَّوْبِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ) - صلى الله عليه وسلم - (لَهُ غَطِيطٌ) بفتح الغين المعجمة، وكسر الطاء: صوت النائم، أو الْمُغْمَى عليه الذي يُردّده مع


(١) "الفتح" ٥/ ٣٢.
(٢) "شرح النوويّ" ٨/ ٧٨.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٢٧٤.