للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مرتين فقط، والصواب الأول. انتهى كلام النوويّ رحمهُ اللهُ (١)، وهو بحث نفيسٌ، والله تعالى أعلم.

(فَبَدَأَ) - صلى الله عليه وسلم - السعي (بِالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ) بكسر القاف، قال في "القاموس": رَقِيَ إليه، كرَضِيَ رَقْيًا، ورُقِيًّا: صَعِدَ، كارتقى، وترقَّى، والْمِرْقَاةُ، بالفتح، ويُكسر: الدرجة. انتهى (٢).

وقال في "المصباح": رَقِيتُ في السَّلَّم وغيره أَرْقَى، من باب تَعِبَ رُقِيًّا على فُعُولٍ، ورَقْيًا مثلُ فَلْسٍ أيضًا، وارتقيتُ، وترقّيتُ مثله، ورَقِيتُ السَّطْحَ والجبلَ: عَلَوته يتعدَّى بنفسه. انتهى (٣).

(حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ) أي: إلى أن رأى الكعبة المشرّفة (فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ) وضع الظاهر موضع المضمر؛ تنصيصًا على أن البيت هو القبلة، وتنبيهًا على أن المقصود بالذات هو التوجّه إلى القبلة، لا خصوص رؤية البيت، قاله القاري رحمهُ اللهُ. (فَوَحَّدَ اللهَ، وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) قال الطيبيّ رحمهُ اللهُ: هذا يَحْتَمِل أن يكون قولًا آخر غير ما سبق من التوحيد والتكبير، ويَحْتَمِل أن يكون كالتفسير له والبيان، والتكبير وإن لم يكن ملفوظًا به، لكن معناه مستفاد من هذا القول؛ أي: لأن معنى التكبير التعظيم، قال القاري: والأظهر أنه قول آخر. (وَحْدَهُ) حال مؤكّد من "الله كقوله تعالى: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا} الآية [البقرة: ٩١]، وقوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} الآية [آل عمران: ١٨] في أحد الوجهين، ويجوز أن يكون مفعولًا مطلقًا، قاله الطيبيّ رحمهُ اللهُ (٤)، وقال في "المرعاة": "وحده" حال مؤكّدة؛ أي: منفردًا بالألوهيّة، أو متوحّدًا بالذات، وقوله: (لَا شَرِيكَ لَهُ) حال أيضًا؛ أي: لا شريك له في الألوهيّة، فيكون تأكيدًا، أو في الصفات، فيكون تأسيسًا، وهو الأولى (٥). (لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ) زاد في رواية أبي داود، والنسائيّ، وابن ماجه، والدارميّ، والبيهقيّ، والشافعيّ: "يُحيي ويُميت" (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ


(١) "شرح النوويّ" ٨/ ١٧٧.
(٢) "القاموس المحيط" ٤/ ٣٣٦.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٢٣٦.
(٤) "الكاشف لحقائق السنن" ٦/ ١٩٦٠.
(٥) "المرعاة" ٩/ ٩.