للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ليس شيء من البيت مهجورًا، وقد نُقل عن الشافعيّ رحمهُ اللهُ الجواب عن هذه كما سبق بيانه.

والحاصل أن استلام أجزاء البيت وتقبيلها، غير ما ورد في السنّة، وكذا الأماكن المحترمة، كقبور الصالحين، والمساجد غير جائز، فليُتنبّه، فإن كثيرًا من الناس يتساهل في ذلك تساهلًا عجيبًا، ويقيسون قياسًا باطلًا، والله المستعان على من خالف الحقّ، وشرعَ غير ما لم يأذن به الله، اللهم أرنا الحقّ حقًّا، وارزقنا اتّباعه، وأرنا الباطل باطلًا، وارزقنا اجتنابه، آمين، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الرابعة): فيما جاء في فضل الحجر الأسود:

(فمنها): ما أخرجه الإمام أحمد، والترمذيّ، وابن ماجه وغيرهم بإسناد صحيح، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لهذا الحجر لسانًا، وشفتين، يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحقّ"، حديث صحيح، صححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم.

(ومنها): ما أخرجه الترمذيّ، وابن ماجه بإسناد صحيح، وصححه ابن خزيمة، وابن حبّان، عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- مرفوعًا: "ليأتين هذا الحجر يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بحقّ".

(ومنها): ما أخرجه أحمد، والترمذيّ، وصححه ابن حبان، والحاكم عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الركن، والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب" (١).

وفي إسناده أيوب بن سويد، وهو صدوق يُخطئ.

(ومنها): ما أخرجه النسائيّ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "الحجر الأسود من الجنة"، وهو حديث صحيح (٢).

(ومنها): ما أخرجه أحمد، والترمذيّ، وصححه، وابن خزيمة، عن ابن


(١) صححه الشيخ الألبانيّ، انظر: "صحيح الترمذي"، وغيره من كتبه.
(٢) راجع: "شرحي" على النسائيّ ٢٥/ ٢٢٤، ٢٢٥.